للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم سيّر السلطان الملك - إلى دمشق، وأخاه، وهنفرى، وصاحب جبيل، ومقدم [٢٧٨] الداويّة، وجميع الأكابر، وفرّق بقية السبى بين الناس، فتصرفوا فيه، وبيع في جميع البلاد الإسلامية.

وكتب السلطان إلى نائبه بدمشق الصفىّ بن القابض أن يضرب عنق كل من يجد من الداويّة والاسبتارية، فامتثل أمره، وما ضرب عنق أحد منهم حتى عرض عليه الإسلام أولا وامتنعوا، إلا أحاد منهم أسلموا وحسن إسلامهم (١).

وحكى العماد الكاتب قال:

" ما زلت أبحث عن سبب نذر السلطان إراقة دم البرنس حتى حدثنى الأمير عبد العزيز بن شدّاد بن تميم بن المعز (٢) بن باديس الصنهاجى أن القاضى الفاضل حدثه: أن السلطان لما عاد إلى دمشق من حرّان (٣) بعد المرضة التي مرضها بالشرق، وخيف عليه منها، وهو في عناء من سقمه، قال: فقيل له: إن الله تعالى أيقظك ولن يعيذك من السوء سواه، فانذر لله أنك إذا أبللت من هذا المرض أنك تقوم بكل ما افترضه الله عليك، ولا تقاتل أحدا من المسلمين، وتكون في جهاد [أعداء] (٤) الله مجتهدا، وأنك إذا انتصرت على الكفار


(١) س (١٢ أ): " الإجماعة من الأكابر وهم المقدمين فأسلموا "، والنص في المتن يتفق مع الأصل المنقول عنه وهو العماد (الروضتين، ج ٢، ص ٨٠).
(٢) الأصل: " ابن عبد العزيز " والتصحيح عن س، والعماد (الروضتين، ج ٢، ص ٨٠) وقد أضاف العماد هناك فقرة للتعريف بابن شداد هذا، قال: " وهو ذو البيت الكبير والحسب الجليل، وكان جده صاحب إفريقية والقيدوان، وكانوا يتوارثون ملكه إلى قريب من هذا الزمان ".
(٣) س: " من دمشق إلى حران " وما بالمتن هو الصحيح فهو يتفق مع الأصل المنقول عنه. أنظر المرجع السابق.
(٤) ما بين الحاصرتين عن العماد وس (١٢ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>