كلّ يوم يسعى إلى الملك قوم ... في ازدياد وعمرهم في انتقاص
شرك هذه الأمانى، فيا ... لله كم واقع بغير خلاص (١)
ومن شعره:
إن كنت واحد ذا الجمال ... فإننى في الحزن واحده
كلّ يبوح بحبّه، ... وأنا كتوم الحبّ جاحده
ومن شعره يخاطب عمه الملك السلطان الناصر صلاح الدين - رحمه الله تعالى -
أصلاح دين الله أمرك طاعة، ... فمر الزمان بما تشاء فيفعلا
فكأنما الدنيا ببهجة حسنها ... تحلا على إذا رأيتك مقبلا
قلت: كان السلطان - رحمه الله - يحب الملك المظفر تقى الدين أكثر من محبته لسائر أهله لما كان خص الملك تقى الدين [به] من الشهامة والنجابة والإقدام العظيم، الذى لم يكن لأحد مثله من بنى أيوب، ولفرط طاعته لعمه صلاح الدين وانقياده إليه، ولأنه كان ألصقهم به قرابة، لأن والده الملك المظفر ركن الدين شاهنشاه - رحمه الله - كان أخا الملك الناصر لأمه وأبيه؛ والملك العادل، وتاج الملوك، وسيف الإسلام، كانوا أخوته لأبيه فقط.
وقيل ركن الدين شاهنشاه قتل شهيدا على باب دمشق لما حاصرها الفرنج، ولم يدرك الدولة الأيوبية، وقد ذكرنا ذلك.
وكتب السلطان إلى الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين وإلى ساير ملوك الأطراف يبشرهم بهذا الفتح العظيم، فمن جملته كتاب فاضلى إلى الديوان العزيز:
(١) هنا تنتهى ص ٢٦ ب من نسخة س، ثم تضطرب الصفحات مرة أخرى وتنقطع الصلة بين النص فيها والنص في الأصل المعتمد للنشر وهو نسخة (ك).