للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" تقلص ظل الكفر المبسوط، وصدق الله أهل دينه فلما وقع الشرط وقع المشروط، واسترد المسلمون تراثا كان عنهم آبقا، وظفروا يقظة بما لم يصدقوا أنهم يظفرون به طيفا على النائم طارقا "

ومنه [٣٠٤] فصل في وصف نقب السور:

" فأخلى السور من الستارة (١)، والحرب من النظّارة، وأمكن النّقاب أن يسفر للحرب النقاب، وأن يعيد الحجر إلى سيرته من التراب، فتقدّم إلى الصخر فمضغ سرده بأنياب معوله، وحلّ عقده بضربة الإحراق الدالّ على لطافة أنمله، وأسمع الصخرة الشريفة حنينه واستغاثته إلى أن كادت ترقّ لمقتله، وتبرّأ بعض الحجارة من بعض، وأخذ الخراب عليها موثقا فلن تبرح الأرض ".

فصل:

" واستقرت على الأعلا أقدامهم، وخفقت على الأقصى أعلامهم، وتلاقت على الصخرة قبلهم، وشفيت بها - وإن كانت صخرة - كما يشفى الماء غللهم، وملك الإسلام خطة كان عهده بها دمنة سكان، فخدمها الكفر إلى أن صارت روضة جنان، لا جرم أن الله أخرجهم منها وأهبطهم، وأرضى أهل الحق وأسخطهم.

وأوعز الخادم بردّ الأقصى إلى عهده المعهود، وأقام له من الائمة من يوفيه ورده المورود، وأقيمت الخطبة فيه يوم الجمعة رابع شعبان فكادت السموات (٢) للنجوم يتفطرن، والكواكب منها للطرب ينتثرن، ورفعت إلى الله كلمة التوحيد وكانت طريقها مسدودة، وطهّرت قبور الأنبياء وكانت بالنجاسات مكدودة،


(١) كذا في الأصل، وفى (الروضتين، ج ٢، ص ١٠٠): «السيارة»
(٢) الأصل: «السماء»، والتصحيح عن: (الروضتين، ج ٢، ص ١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>