للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقاتلون تحت ذلك الصليب أصلب قتال وأصدقه، ويرونه ميثاقا يبنون عليه أشدّ عقد وأوثقه، ويعدونه سورا لا تحفر الخيل خندقه (١)، و (٢) بعد الكسرة مر الخادم على البلاد فطواها بما نشر عليها من الراية السوداء صبغا، البيضاء صنعا، الخافقة هى وقلوب أعدائها، العالية هى وعزائم أوليائها ".

وكتب السلطان إلى أخيه سيف الدين ظهير الدين طغتكين بن أيوب صاحب اليمن يبشره بالفتح بإنشاء عمادى، من جملته:

" وهو فتح بيت المقدس الذى غلق نيفا وتسعين سنة مع الكفر رهنه، وطال في أسره سجنه، واستحكم وهنه، وقوى مكره وضعف ركنه، وزاد حسنه وزال حزنه، وأجدبت من الهدى أرضه وأخلف مزنه، وواصله خوفه وفارقه أمنه، واشتغل خاطر الإسلام بسببه وساء ظنه، وذكر فيه الواحد الأحد الذى تعالى عن الولد، أن المسيح ابنه، وأربع فيه التثليث فعز صليبه وصلبه، وأفرد عنه التوحيد فكاديهى (٣) متنه، ودرج الملوك المتقدمون على تمنى استنقاذه، فأبى الشيطان غير استيلائه واستحواذه، وكان في الغيب الإلهى أن يعاد إلى معاذه، (٤) وطيب أوطانه بقراءة القرآن ورواية الحديث وذكر الدروس، وجليت الصخرة المقدسة جلوة العروس، وزارها شهر رمضان مضيفا لها نهار صومها بالتسبيح، وليل فطرها (٥) بالتراويح ".


(١) كذا في الأصل، والنص في الروضتين: «سورا تحفر حوافر الخيل خندقه».
(٢) في (الروضتين، ج ٢، ص ١٠١) بين لفظى: «خندقه» و «وبعد» فقرة أسقطها المؤلف ولم ينقلها هنا، وهى: " ولم يفلت منهم معروف إلا القمص، وكان لعنه الله جليا يوم الظفر بالقتال، ومليئا يوم الخذلان بالاحتيال، فنجا ولكن كيف، وطار خوفا من أن يلحقه منسر الرمح وجناح السيف، ثم أخذه الله بعد أيام بيده، وأهلكه لموعده، وكان لعدتهم فذالك (كذا)، وانتقل من ملك الموت إلى مالك ".
(٣) الأصل: «وأفرد التثليث فكاد يهمى متنه»، والتصحيح عن: (الروضتين، ج ٢، ص ٩٩)
(٤) النص في الروضتين: «أن معاده في الآخرة إلى معاذه».
(٥) الأصل: «وليلها»، والتصحيح عن الروضتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>