للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ولى الموصل الأمير مودود (١) - من نسل السلطان غياث الدين محمد ابن ملكشاه - وصحبه عماد الدين زنكى، وحضر معه حروبه.

ثم قتل مودود بدمشق، فأقطع السلطان الموصل لجيوش بك، وسيّر معه الملك مسعود - ولده -، وسيّر قسيم الدولة اسباسلار (٢) البرسقى (٣) آق سنقر في الجيوش لقتال الفرنج (٤)، وكانوا قد ملكوا سواحل الشام وفتحوا البيت المقدس؛ فسار وصحبته عماد الدين زنكى، فحاصروا الرّها، وأخربوا بلاد سرّوج وسنجار وسميساط، ثم عادوا، وأقام عماد الدين زنكى بالموصل في صحبة الملك مسعود بن السلطان محمد، والأمير جيوش بك.

وفى سنة إحدى عشرة وخمسمائة ولد نور الدين محمود بن عماد الدين زنكى، وفيها توفى السلطان محمد، فأقر ولده السلطان محمود بن محمد أخاه مسعودا (٥) بالموصل مع جيوش بك.

وفى سنة أربع عشرة وخمسمائة خرج مسعود عن طاعة أخيه السلطان محمود، فخطب لنفسه بالسلطنة، ثم التقى الاخوان، فكسر مسعود، وأمّنه السلطان، وأمّن جيوش بك، وأقطع الموصل قسيم الدولة آق سنقر البرسقى سنة خمس عشرة


(١) وليها من سنة ٥٠٢ إلى سنة ٥٠٧؛ أنظر المرجع بالهامش الثانى من الصفحة السابقة.
(٢) أنظر ما فات ص ٢ هامش ١.
(٣) في الاصل هنا وفيما يلى: «البرسيقى» وقد ضبط الاسم بعد مراجعة: (ابن خلكان، الوفيات، ج ١، ص ١٤٠)، وهو أبو سعيد سيف الدين قسيم الدولة آق سنقر البرسقى: صاحب الموصل، ملكها بعد قتل الأمير مودود سنة ٥٠٧، وقتل البرسقى سنة ٥٢٠ فملك الموصل بعده ابنه عز الدين إلى أن مات في سنة ٥٢١ فملكها بعده عماد الدين زنكى، وسيضبط الاسم فيما يلى دون الاشارة إلى ذلك في الهوامش.
(٤) في الأصل: «لقتال آق سنقر الفرنجى» وهو لا شك خطأ من الناسخ.
(٥) في الأصل: «مسعود».

<<  <  ج: ص:  >  >>