للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الميسرة فكان مما بلى القلب الأمير سيف الدين على بن أحمد المثطوب (١) - ملك الأكراد ومقدمهم - والأمير مجلى، وجماعة من المهرانية والهكّارية، ومجاهد الدين برتقش مقدم عسكر سنجار، وجماعة من المماليك، ثم مظفر الدين ابن زين الدين بعسكره، وأواخر الميسرة كبار الأسدية، مثل: سيف الدين يازكوج (٢) ورسلان بغا.

وفى مقدمة القلب الفقيه ضياء الدين عيسى وجمعه.

والسلطان يطوف بنفسه على الأطلاب، ويحثهم على القتال، ويدعوهم إلى النزال، ويرغبهم فيما عند الله من الأجر والثواب الجزيل لمن جاهد في سبيل الله وقام بنصرة دينه.

ولم يزل القوم يتقدمون والمسلمون يقدمون حتى مضت أربع ساعات من النهار، وعند ذلك تحركت ميسرة العدو على ميمنة المسلمين، فأخرج لهم الملك المظفر الجاليش، وجرى بينهم قلبات (٣) كثيرة، وتكاثروا على الملك المظفر، وكان طرف الميمنة على البحر، فتراجع عنهم قليلا إطماعا لهم لعلهم يبعدون عن أصحابهم، فينال منهم غرضا، فلما رآه السلطان قد تأخر أمدّه بأطلاب [٣٤١] عدة من القلب حتى قوى جانبه، وتراجعت ميسرة العدو، واجتمعت على تل مشرف على البحر.

ولما رأى الذين في مقابلة القلب [ضعف القلب (٤)] ومن خرج منه من الأطلاب داخلهم الطمع، وتحركوا نحو ميمنة القلب، وحملوا حملة رجل واحد بفارسهم


(١) س: " سيف الدين بن على المشطوب " وما هنا هو الصحيح فهو يتفق وما في (ابن شداد، ص ٩٣) و (الروضتين، ج ٢، ص ١٤٤).
(٢) الأصل وس: " ياكوج " والتصحيح عن ابن شداد والروضتين.
(٣) كذا في الأصل وفى السيرة اليوسفية لابن شداد والروضتين، وفى س: " مناوشات ".
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة عن (الروضتين، ج ٢، ص ١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>