للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سطحه، فيهلك كل من على البرج (١) من المقاتلة ويأخذونه، وجعلوا في البطشة وقودا كثيرا حتى يلقى في البرج إذا اشتعلت النار فيه.

وعينوا (٢) بطشة ثانية وملؤوها حطبا ووقودا، على أنهم يدفعونها إلى أن تدخل بين البطش الإسلامية، ثم يحرقونها، فتلهب البطش الإسلامية، ويهلك ما فيها من المير.

وجعلوا في بطشة ثالثة مقاتلة تحت قبو بحيث لا يصل اليهم نشاب ولا شئ من آلات السلاح، حتى إذا أحرقوا ما أرادوا إحراقه دخلوا تحت ذلك القبو فأمنوا، وكان طمعهم مشتدا حيث كان الهوا مسعدا (٣) لهم، فلما حرقوا البطشة التي أرادوا أن يحرقوا بها بطش المسلمين، والبرج الذى أرادوا أن يحرقوا به من على البرج، فأوقدوا النار وضربوا فيها النفط، وقدر الله انعكاس الهوا عليهم، فاشتعلت البطشة التي كان فيها البرج بأسرها، وهلك كل من كان بها من المقاتلة، واحترقت البطشة الأخرى التي أريد بها إحراق بطش المسلمين، ووثب المسلمون فأخذوها إليهم، وأما البطشة الثالثة التي بها القبو فاضطرب [٣٦٧] من بها وخاف، ووقع بينهم اختلاف، فانقلبت بمن فيها وأغرقتهم، وأذلّ الله الكافرين، وأنزل بهم عقوبته.

ولما كان الثالث من شهر رمضان زحف العدو على البلد في خلق لا يحصى، فأهملهم أهل البلد حتى نشبت مخاليب أطماعهم فيهم، وسحبوا آلاتهم التي قدمنا ذكرها حتى قاربوا أن يلصقوها بالسور، وحصل منهم في الخندق جمع عظيم،


(١) النص في س: " فيهلك كل من على برج الذبان الذى قبالة البلد من المقاتلة ".
(٢) كذا في الأصل وس، وفى ابن شداد والروضتين: " وعبوا ".
(٣) الأصل: " مستعدا "، والتصحيح عن (ابن شداد، ص ١٢٤) و (الروضتين، ج ٢، ص ١٦٣) وس (١٠٥ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>