للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى آخر شوال وصل الملك إبراهيم بن رضوان بن تاج الدولة تتش، فأدخله أهل حلب البلد، ونادوا بشعاره، ثم وصل بيمند الأفرنجى - صاحب أنطاكية - وضايق البلد، فركب الملك إبراهيم وبدر الدولة سليمان بن أرتق والرئيس فضائل ابن ربيع في خلق من الحلبيين، وترددت الرسل بينهم حتى استقر الأمر على الهدنة مدة، وحمل إلى بيمند ما اقترحه بعد أن أشرف البلد على الهلاك.

وطال الحصار على ختلغ أبه إلى نصف ذى الحجة، فوصل الأمير سنقر دراز والأمير حسن قراقوش، ومع سنقر وحسن توقيع سلطانى لعماد الدين زنكى بالموصل والجزيرة والشام، ومعهما جماعة من الأمراء، واتفق الأمر على أن يسير ختلغ أبه وبدر الدولة [بن عبد الجبار] إلى الأمير عماد الدين زنكى فلمن ولى استقر الأمر (١)؛ فمضيا إلى باب عماد الدين، وبقى في البلد حسن قراقوش واليا ولاية مستعارة.

ولما مضى بدر الدولة وختلغ أبه إلى عماد الدين أصلح بينهما، ولم يوقع لأحد، وطمع في البلد، وسيّر جيشا مع الأمير صلاح الدين الياغيسيانى - حاجبه - فصعد إلى قلعة حلب، ورتّب الأمور فيها.

ثم سار الأمير عماد الدين إلى الشام - في جيوشه وعساكره - فملك بزاعة ومنبج في طريقه، وخرج أهل حلب إليه، فالتقوه واستبشروا بقدومه، ودخل البلد، واستولى عليه، ورتّب أموره، ثم قبض على ختلغ أبه، وسلّمه إلى ابن بديع، فكحله (٢) بداره بحلب، فمات، فاستوحش ابن بديع، فهرب إلى قلعة جعبر، واستجار بصاحبها فأجاره.


(١) كذا في الأصل، والمعنى غير واضح، والمقصود أن أي الرجلين يولى عماد الدين يستقر له الأمر.
(٢) في الأصل: «فسلمه» والتصحيح عن (ابن الأثير: ج ١٠، ص ٢٧٧) حيث يعود النص هنا فيتفق ونص ابن الأثير اتفاقا كبيرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>