للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم راسل ملك الانكلتير الملك العادل راغبا في المسلة والمصالحة، ورعم أن له أختا عزيزة عليه كبيرة القدر، وأنها كانت زوجة ملك كبير من ملوكهم، - وهو صاحب صقلية - توفى عنها، ورغب في أن يزوّجها الملك العادل، يجعل له الحكم في جميع البلاد الساحلية، ينفذ فيها أمره، وهو يقطع الداويّة الاسبتارية ما أراد من البلاد والقرى دون الحصون، وتكون أخته مقيمة بالقدس ومعها قسيسون ورهبان في صحبتها.

فرأى لملك العادل ذلك مصلحة، وشاور السلطان في ذلك فأجابه إليه، ونفذ رسوله إلى الانكلتير بالإجابة، فدخل الفرنج إلى المرأة وخوفوها، وأعلموها أن ذلك قبيح ومخالف للشريعة، وفيه عصيان للمسيح وإغضاب له، فما أجابت، واعتذر الانكلتير بعد ذلك بعدم موافقتها، إلا أن يدخل الملك العادل في دينها (١).

ووصل رسول المركيس - صاحب صور - يذكر أنه يصالح بشرط أن يعطى صيدا وبيروت، وشرط على نفسه مجاهرة الفرنج بالعداوة، وأنه يقصد عكا ويحاصرها ويستخلصها للمسلمين، فأجيب إلى ذلك على أن يطلق من بها ومن بصور، ولما سمع الانكلتير بذلك رجع إلى عكا لفسخ هذه المصالحة واسترجاع المركيس إليه.

ثم ورد الخبر أن ملك الافرنسيس مات بأنطاكية (٢).

ثم راسل الانكلتير السلطان:

" أن المسلمين والفرنج قد هلكوا، وخربت البلاد وتلفت الأموال والأرواح، وقد أخذ هذا الأمر حقه، وليس هناك حديث سوى القدس والصليب؛


(١) بعد هذا اللفظ في س: " فصفح الملك العادل عن ذلك الأمر "، وبعده في العماد: (الروضتين، ج ٢، ص ١٩٣): " فعرف أنها خديعة كانت من الإنكلتير ".
(٢) بعد هذا اللفظ في س (١٢٤ ب): " فوهن الانكلتير لذلك ".

<<  <  ج: ص:  >  >>