للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم انقضى يوم الخميس (١) على أشد حال من التأهب والاهتمام حتى كان العشاء الآخرة، واجتمعنا في خدمته على العادة، وسهرنا حتى مضى هزيع (٢) من الليل وهو غير منبسط على عادته، ثم صلينا العشاء، وكانت الصلوة هى الدستور العام، فصلينا وأخذنا في الانصراف.

قال القاضى بهاء الدين:

فاستدعانى - رحمه الله - وقال لى: " أعلمت ما الذى تجدّد "؟

قلت: " لا "

قال:

فإن أبا الهيجا نفّذ إلىّ اليوم، وقال: إنه اجتمع عندى المماليك والأمراء، وأنكروا علينا موافقتنا لك على الحصار والتأهب له، وقالوا لا مصلحة في ذلك [فإننا نخاف أن نحصر] (٣) ويجرى علينا مثل ما جرى على أهل عكا، والرأى أنا نلقى مصاف، فإن قدّر الله أنا نهزمهم ملكنا بقية بلادهم، وإن تكن الأخرى سلم العسكر ومضى القدس، وقد انحفظت بلاد الإسلام وعساكرها مدة بغير (٤) القدس.

وكان - رحمه الله - عنده من القدس أمر عظيم لا تحمله الجبال، فشقت عليه هذه الرسالة.


(١) الأصل: " الجمعة " والتصحيح عن: (ابن شداد: السيرة، ص ٢١٢) و (الروضتين، ج ٢، ص ١٩٨) وس (١٣٠ ب).
(٢) الأصل: " ربع "، والتصحيح عن المرجعين السابقين.
(٣) الأصل: " بأننا نحصر "، والتصحيح عن المرجعين السابقين.
(٤) أضيف ما بين الحاصرتين بعد مراجعة (ابن شداد: السيرة اليوسفية، ص ٢١٣)، والنص في س: " بمضى القدس ".

<<  <  ج: ص:  >  >>