للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبر الرسول من عند نفسه مناصحة: أنهم قد نزلوا عن القدس ماعدا الزيارة، وإنما يقولون ذلك تصنعا، وأنهم راغبون في الصلح، وأن الانكلتير لابد له من الرواح إلى بلده.

فأجابه السلطان:

" بأن القدس ليس لكم فيه حديث سوى الزيارة ".

فقال الرسول:

" وليس على الزوار في القدس شئ يؤخذ منهم؟ ".

فأجابه السلطان إلى ذلك، وقال له:

" أما البلاد فعسقلان وما والاها وما وراءها فلابد من خرابه ".

فقال الرسول:

" إن الملك قد خسر في أسوارها مالا جزيلا ".

فسأل سيف الدين المشطوب أن تجعل مزارعها وقراها له في مقابلة خسارته، فأجاب السلطان إلى ذلك، وشرط أن الداروم تخرب، ويكون بلدها مناصفة، وأما باقى البلاد فيكون لهم من يافا إلى صور بأعمالها، ومهما اختلفا في قرية كانت مناصفة.

ثم جاء رسوله يقول:

" الملك [يسألك و] (١) يخضع لك في أن تترك [له] (١) هذه الأماكن الثلاثة عامرة، وأىّ قدر لها عند ملكك وعظمتك؟ وما سبب إصراره عليها إلا أن الفرنج [لم] (١) يسمحوا بها، وهو قد ترك القدس بالكلية، لا يطلب أن يكون فيها رهبان ولا قسوس، إلا [في] القيامة وحدها، فتترك أنت له هذه [٤٠٣] البلاد، ويكون


(١) زيد ما بين الحاصرتين عن (ابن شداد، ص ٢١٨) و (الروضتين، ج ٢، ص ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>