للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والملك الظاهر من حلب، ثم رحل السلطان من الجيب إلى بيت نوبا (١)، ثم رحل إلى الرملة، فنزل بها على تلال بين الرملة ولدّ، وركب جريدة حتى أتى (٢) يازور وبيت جبرين (٣) وأشرف على يافا، ثم نزل عليها من الغد (٤)، فرتب في الميمنة ولده الملك الظاهر، وفى الميسرة أخاه الملك العادل، وركّب المنجنيقات، وزحف إلى البلد، فأرسل العدو رسولين: نصرانيا وافرنجيا، يطلبان الصلح، فطلب منهم قاعدة القدس وقطيعته، فأجابوا إلى ذلك، واشترطوا يوم السبت تاسع عشر رجب، فإن جاءتهم نجدة، وإلا تمت القاعدة على ما استقر، فأبى السلطان الانتظار، وأمر بالنقب، فحشى وأحرق، فوقع بعض البدنة، فوضع العدو أخشابا عظيمة خلف النقب، فالتهبت، فمنعت من الدخول في الثلمة، وقاتلوا إلى الليل، وأصبحوا فوقعت البدنة، فعلا غبار مع الدخان، فأظلم الأفق، وما تجاسر أحد على الولوج خوفا من اقتحام النار، فلما انكشفت الغبرة ظهرت أسنة قد نابت مناب (٥) الأسوار، ورماح قد سدت الثلمة، ورأى الناس هو لا عظيما من صبر القوم وثباتهم. [٤٠٤].

فلما رأى العدو ما قد نزل به طلب الأمان.


(١) الأصل: " بيت توبة "، وقد صححت عن (ياقوت) حيث ذكر أنها بليدة من نواحى فلسطين.
(٢) الأصل: " إلى بيت يازور " والتصحيح عن (ابن شداد، ص ٢٢٠) و (الروضتين، ج ٢، ص ٢٠٠). وذكر (ياقوت) أن " يازور " بليدة بسواحل الرملة من أعمال فلسطين.
(٣) الأصل: " بيت جن " والتصحيح عن ابن شداد، وفى ياقوت: بيت جبرين لغة في جبريل بليد بين بيت المقدس وغزة، وبينه وبين القدس مرحلتان، وبين غزة أقل من ذلك، وكانت فيه قلعة حصينة خربها صلاح الدين.
(٤) الأصل: " العدو "، والتصحيح عن (الروضتين، ج ٢، ص ٢٠٠).
(٥) الأصل: " بانت بباب "، والتصحيح عن (ابن شداد، ص ٢٢٣) و (الروضتين، ج ٢، ص ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>