للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال السلطان:

الفارس بفارس والتركبلى (١) بمثله، والراجل براجل.

فطلب الرسول من السلطان أن يبطل [القتال] (٢) إلى أن يعود.

فقال: " ما أقدر على منع المسلمين من هذا الأمر، ولكن أدخل إلى أصحابك فقل لهم ينحازون (٣) إلى القلعة، ويتركون الناس يشتغلون بالبلد، فما بقى دونه مانع ".

ففعلوا، وانحازوا (٤) إلى قلعة يافا بعد أن قتل منهم جماعة.

ودخل الناس البلد عنوة، ونهبوا منه أقمشة عظيمة، وغلالا كثيرة، وأثاثا وبقايا قماش مما نهب من القافلة المصرية.

واستقرت القاعدة على الوجه الذى قرره السلطان.

ووصل كتاب من صارم الدين قايماز النجمى - وكان في طريق الغور لحمايته من عسكر العدو الذى كان بعكا - يخبر فيه أن الانكلتير لما سمع خبر يافا أعرض عن قصد بيروت، وعاد إلى يافا، فاشتد عزم السلطان والأمراء على إخراج من في القلعة ليتسلمها.


(١) هذا نص له أهمية كبرى، فهو يدل على أن جيش صلاح الدين عرف نظام فرق " التركبلى " بدليل النص على استبدال " التركبلى بمثله "، ولشرح هذا المصطلح راجع ما فات هنا، ص ١٤٩، هامش ١
(٢) أضيف ما بين الحاصرتين ليتضج يه المعنى عن الروضتين; ج ٢، ص ٢٠١
(٣) الأصل: " يتجارون "، والتصحيح عن (الروضتين، ج ٢، ص ٢٠١).
(٤) الأصل: " وتجاروا " والتصحيح عن المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>