للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصل ابن الهنفرى وباليان إلى خدمة السلطان ومعهما جماعة من المقدمين، وأخذوا يده على الصلح، واستحلفوا الملك العادل، والملك الأفضل، والملك الظاهر، والملك المنصور - صاحب حماة -، والملك المجاهد - صاحب حمص -، والملك الأمجد - صاحب بعلبك -، والأمير بدر الدين الياروقى، وصاحب تل باشر، والأمير سابق الدين عثمان بن الداية - صاحب شيزر -، والأمير سيف الدين المشطوب، وغيرهم من المقدمين الكبار؛ وعقدت هدنة عامة في البر والبحر، وجعلت مدتها ثلاث سنين وثلاثة أشهر، أولها [مبتدأ] (١) أيلول الموافق الحادى والعشرين من شعبان.

ولما وقعت الهدنة قال أبو الحسن على بن الساعاتى يمدح السلطان الملك الناصر - رحمه الله - من قصيدة:

منعت ظباء المنحنى بأسوده، ... وأشدّ ما أشكوه فتك (٢) ظبائه

فعلت بنا وهى الصديق لحاظها ... كظبى صلاح الدين في أعدائه (٣)

سل عنه قلب الانكتير، فإنّ في ... خفقانه ما شئت من أنبائه

لولاك أمّ البيت غير مدافع ... وأسال سيل نداه (٤) في بطحائه

وبكت جفون (٥) القدس ثانية دما، ... لترنّم الناقوس في أفنائه


(١) ما بين الحاصرتين عن العماد: (الروضتين، ج ٢، ص ٢٠٣).
(٢) الأصل: «قتل»، وما هنا عن (ابن الساعاتى: الديوان، ج ١، ص ٧٧) و (الروضتين، ج ٢ ص ٢٠٤).
(٣) ورد هذان البيتان فقط في ختام المقدمة الغزلية للقصيدة بالديوان، أما بقية الأبيات فقد وردت في الروضتين، ونقلها عنها ناشر الديوان في نهاية الجزء الثانى منه (ص ٤١١).
(٤) الأصل: «ولسان سيل نداك»، والتصحيح عن المرجعين السابقين.
(٥) الأصل: «وجرت عيون القدس»، وما هنا عن الروضتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>