ثلث نابلس على مصالح القدس وأقطع الباقى للأمير عماد الدين أحمد بن سيف الدين المشطوب وأميرين معه.
وفى شعبان من هذه السنة توفى السلطان [٤١٤] عز الدين قلج أرسلان ابن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان بن قطلمش بن أرسلان بيغو بن سلجوق - سلطان الروم -، وكان له عشرة بنين، قد ولى كل واحد منهم قطرا، وأكبرهم قطب الدين ملك شاه، وكانت له سيواس، فاتّبع هواه، وسوّلت له نفسه القبض على والده وبقية إخوته، وأن ينفرد بالسلطنة، وساعده على ذلك صاحب أرزنكان، فبعث صاحب أرزنكان إلى السلطان عز الدين يطلب منه وزيره اختيار الدين حسين بن عفراس ليتفق معه على مصلحة فيما بين عز الدين وأولاده، وذلك باتفاق في الباطن بين قطب الدين ملكشاه وبين صاحب أرزنكان، فظن عز الدين أن الأمر على ما أظهره صاحب أرزنكان، فبعث وزيره اختيار الدين، فلما وصل إلى صاحب أرزنكان أوقع عليه صاحب أرزنكان التركمان، فقتلوه شر قتلة، ومثّلوا به وبولده أقبح مثلة.
ثم سار قطب الدين ملكشاه إلى والده عز الدين فكسره وهجم عليه في مدينة قونية، وقبض على والده واستقل بالسلطنة، وقال لوالده:" أنا بين يديك، أشفق عليك، وأنفذ أمرك ".
ثم إنه قتل جماعة من أمراء أبيه، وأنشأ له أمراء اختارهم، وبقى أبوه معه كالمعتقل ليس له أمر ولا نهى ولا تصرف، ثم إنه أشهد على والده أنه قد جعله ولى عهده، وأبقى الخطبة والسكة باسم أبيه، والملك في الظاهر لابنه، وفى الحقيقة ليس لأبيه إلا مجرد الاسم.
ثم ملك أقصرا، ثم مضى إلى حرب أخيه نور الدين سلطان شاه - صاحب قيسارية - ووالده في القبضة معه، وهو يظهر أن ما يفعله إنما هو بأمر والده فحضر نور الدين بقيسارية، فخرج عسكر قيسارية لحرب قطب الدين.