للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى اليوم الثانى جلس للعزاء جلوسا عاما، وأطلق باب القلعة للفقهاء والعلماء، وتكلم المتكلمون، ولم يؤذن لأحد من الشعراء أن ينشد شيئا (١)، واستمر حضور الناس بكرة وعشية لقراءة القرآن والدعاء له.

وما زال الملك الأفضل مفكرا في موضع ينقله إليه، واستشار في ذلك، فأشير عليه في سنة تسعين وخمسمائة بأن يبنى تربته عند مسجد القدم، ويبنى عندها مدرسة للشافعية وقالوا: " إذا وصل الملك العزيز استغنى (٢) بزيارتها عن الدخول إلى دمشق "، وقالوا: " إن السلطان - رحمه الله - لما مرض سنة إحدى (٣) وثمانين وخمسمائة بحران أوصى أن يدفن بدمشق قبلى ميدان الحصا، ويكون قبره على النهج السايل [وطريق القوافل] (٤) ليدعو له البادى والحاضر، والوارد والصادر ".

فأمر الملك الأفضل ببناء التربة عند مسجد القدم، وتولى [٤٢٢] عمارتها بدر الدين مودود - والى دمشق -، فاتفق وصول الملك العزيز تلك السنة للحصار، وهم قد شرعوا في عمارتها، فخرّب ما كان قد ارتفع من البناية، ثم استقرأ (٥) الملك الأفضل حدود الجامع ليجعل التربة فيها، فوفق (٦) لدار كانت لبعض الصالحين، وهى في حد البنيان الذى زاده القاضى الفاضل في المسجد، فاشتراها منه وأمر بعمارتها [قبة] (٤) وعمرت، ونقل إليها السلطان يوم عاشوراء سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة بكرة الخميس.


(١) الأصل: «شيئ».
(٢) الأصل: «استغنا».
(٣) الأصل: «أحد».
(٤) أضيف ما بين الحاصرتين عن العماد: (الروضتين، ج ٢، ص ٣٢٤).
(٥) الأصل: «اشترى»، والتصحيح عن المرجع السابق.
(٦) الأصل: «فاتفق»، والتصحيح عن المرجع المنقول عنه هنا وهو العماد (الروضتين، ج ٢، ص ٢١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>