للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الأمير عماد الدين زنكى قد عبر الفرات (١)، ووصل إلى مدينة حلب في أول شوال، ثم توجه إلى حمص، فحاصرها يوما واحدا، وتوجه نحو أطراف الشام، وتسلم دبيسا، وأطلق سونج - كما ذكرنا - وبلغه وفاة السلطان وهو بالقريتين (٢) - من عمل حمص - لأربع عشرة بقيت من شوال، فسمع عماد الدين ودبيس بن صدقة - (٧) وكان عنده ولدان للسلطان (٣) محمود - أحدهما ألب أرسلان الخفاجى ويكنى أبا طالب وهو الذى جعله (٤) السلطان أتابكه - وقد ذكرناه (٥) - والآخر (٦) عند دبيس (٧).

فأرسل الأمير عماد الدين إلى الخليفة المسترشد بالله يسومه أن يخطب ببغداد لأبى طالب ألب أرسلان بن السلطان محمود، فاعتذر المسترشد بالله بأنه صبى، وأن السلطان عهد بالسلطنة لولده داوود بن محمود - وهو بأصبهان - وقد وردت رسل الأطراف بالخطبة له، ونحن منتظرون كتاب السلطان سنجر بن ملكشاه، فإنه عمّ القوم.


(١) في الأصل «الفراة».
(٢) «القريتان» قرية كبيرة من أعمال حمص في طريق البرية بينها وبين سخنة وأرك، أهلها كلهم نصارى (ياقوت: معجم البلدان).
(٣) في الأصل: «السلطان» وقد صححت كما بالمتن ليتضح المعنى.
(٤) الضمير هنا عائد على عماد الدين زنكى، والمقصود أن السلطان جعل عماد الدين أتابكا لابنه أبى طالب ألب أرسلان الخفاجى.
(٥) أنظر ما فات، ص ٣٣
(٦) لم يذكر اسم الابن الثانى، والمعروف أن السلطان محمودا كان له أولاد خمسة: ألب أرسلان وفروخ زاد، وداود، وملك شاه الثانى، ومحمد. أنظر القوائم الملحقة بكتاب (Zambaur) .
(٧) هذه الجملة لا زالت مضطربة المعنى، ولم أستطع تقويمها أكثر من ذلك، فهى مما اعتاد ابن واصل زيادته عند النقل عن غيره رغبة في التعريف والايضاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>