للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتبت إليه وأطمعته فيها، وضلّ به الأدلاء الطريق بنواحى دمشق، فنزلت (١) بناس من كلب كانوا شرقى الغوطة، فقبضوا عليه، وحملوه إلى تاج الملوك بورى ابن طغتكين - صاحب دمشق - فحبسه عنده، وبلغ ذلك عماد الدين زنكى، فأرسل إلى تاج الملوك يطلب دبيسا، على أن يطلق ولده بهاء الدين سونج ومن عنده من المأسورين، فإنه إن امتنع من تسليمه سار إلى دمشق وحصرها، فأجابه تاج الملوك إلى ذلك، فأرسل دبيسا، وأرسل إليه عماد الدين بهاء الدين سونج وأصحابه، وتسلّم عماد الدين دبيس بن صدقة، فأحسن إليه عماد الدين، ودفع إليه من الأموال والسلاح ما لم يكن في ظن دبيس.

فأرسل [٢٦] الخليفة المسترشد بالله لما سمع بالقبض على دبيس سديد الدولة ابن الأنبارى (٢) وأبا بكر بن بشر الجزرى (٣)، يطلبان من تاج الملوك دبيسا، لما بينه وبين الخليفة من العداوة، فسمع سديد الملك - وهو في الطريق - بمصير دبيس إلى عماد الدين، فسار إلى دمشق ولم يرجع، ووقع في عماد الدين وذمّه، واستخف به، وبلغ ذلك عماد الدين فأرسل إلى طريقه من يأخذهما إذا عادا، فلما رجعا من دمشق قبضوا عليه (٤) وعلى ابن بشر، وحملوها إليه فأطلق ابن بشر، وسجن ابن الأنبارى ثم أطلقه.

وكان مصير دبيس إلى عماد الدين سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وفيها مات السلطان محمود بن محمد.


(١) الضمير هنا يعود على الأدلاء.
(٢) هو سديد الدولة أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم بن الأنبارى، كان كاتبا للخليفة المسترشد؛ أنظر: (ابن القلانسى، ص: ٢٣١، ٢٣٢، ٢٤٩، ٢٥٠، ٢٦٠).
(٣) ذكر (ابن الأثير: ج ١٠، ص ٢٨٥) أنه سمى هكذا نسبة إلى موطنه جزيرة ابن عمر.
(٤) الضمير هنا عائد على ابن الأنبارى.

<<  <  ج: ص:  >  >>