للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١)} " [٩٢] والحمد لله الذى أتم بأمير المؤمنين نعمة الإرشاد، وجعله أولى من للخلق ساد، وللحق شاد؛ وآثره بالمقام الذى لا ينبغى إلا له في عصره، وأظهر له من معجزات نصره ما لا يستقل العدد بحصره؛ وجمع لمن والاه بين رفع قدره ووضع إصره، وجعل الإمامة محفوظة في عقبه والمعقبات تحفظه بأمره؛ وأودعه الحكم التي رآه لها أحوط من أودعه، وأطلع من أنوار وجهه الفجر الذى جهل من ظن غير نوره مطلعه، وآتاه ما لم يؤت أحدا، وأمات به غيا وأحيا رشدا، وأقامه للدين عاضدا فأصبح به معتضدا؛ وحفظ به مقام جده وإن رغم المستكبرون، وأنعم به على أمته أمانا لولاه ما كانوا ينظرون ولا يبصرون، و {" ما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ "} (٢).

يحمده أمير المؤمنين على ما آتاه من توفيق يذلل له الصعب الجامح، ويدنى منه البعيد النازح؛ ويخلف على الدين من صلاحه الخلف الصالح، ويلزم آراءه جدد السعود، ويريه آيات الإرشاد فإنه نازح (؟) قدح القادح.

ويسأله أن يصلى على جدّه محمد الذى أنجى أهل الإيمان ببعثه، وطهّر بهديه من رجس الكفر وخبثه؛ وأجار باتباعه من عنت الشيطان وعبثه، وأوضح جادّة التوحيد لكل مشرك الاعتقاد مثلثه.

وعلى أبينا أمير المؤمنين على بن أبى طالب الذى جادلت يده بلسان ذى الفقار، وقسّم ولاؤه وعداوته بين الأتقياء والأشقياء الجنة والنار؛ وعلى الأئمة من ذريتهما الذين أذلّ الله بعزتهم أهل الإلحاد وأصفى بما سفكوه من دمائهم موارد الرشاد، وجرت أيديهم وألسنتهم بأقوات القلوب وأرزاق العباد؛ وسلّم ومحّد، ووالى وجدّد.

(٩٣) وإن الله سبحانه ما أخلى قط دولة أمير المؤمنين التي هى مهبط الهدى.


(١) السورة ٢ (البقرة)، الآية ١٠٦ (ك).
(٢) السورة ٨ (الأنفال)، الآية ٣٣ (ك)

<<  <  ج: ص:  >  >>