للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ولىّ الأمر ولده مولانا المقام الأعظم السلطان الملك الأشرف أبا الفتح عمر ممهّد الدنيا والدين، إيثارا له بذلك إذ رآه له أهلا، ولم يضنّ به عليه أصلا، فهما ملكا هذا الأوان (١)، وبهما استقامة الزمان.

فلا برحا في نعمة وسعادة ... تبيد العدى طرّا، وتقهر من عدا

والآن حين نبتدئ في شرح السير لهؤلاء الملوك جميعا:

اعلم أن أول من ملك اليمن من الغزّ بنو أيوب، ملوك الديار المصرية بالشام كلها، [و] بديار البكر كافة والعواصم والسواحل؛ وكان الجميع تحت حكمه غير منازع فيها ولا مدافع عليها، وكانوا جماعة، وملكهم يومئذ القائم فيهم أولا الملك الناصر صلاح الدين [ص ٣ أ] يوسف بن أيوب بن شاذى، أصغر أولاد أيوب سنا، وأكبرهم معنى.

وكان له من الإخوة جماعة؛ منهم: الملك العادل سيف الدين أبو بكر - وهو الكبير فيهم جميعا -، والملك المعظم شمس الدولة توران، والملك العزيز سيف الإسلام، وتقى الدين (٢)، وغيرهم ممن لم يشتهر شهرة هؤلاء، ففرّق لكل منهم بلدا، خلا توران فإنه ندبه لليمن، وجهّزه بالعسكر الجم والمال الكثير، وذلك على حين فترة في اليمن من ملك مستقل فيها - وعرها وسهلها، وعلوها وسفلها - ومالك لدانيها وقاصيها، وقائد لطائعها وعاصيها؛ بل كانت مقسومة بين العرب.


(١) يفهم من هذا النص أن المؤلف كان يكتب كتابه هذا قبل سنة ٦٩٤ هـ‍، وهى السنة التي توفى فيها الملك المظفر يوسف، واستقل بالحكم ابنه الملك الأشرف عمر. انظر: (زامباور: معجم الأنساب، الترجمة العربية، ص ١٨٤).
(٢) لاحظ أن تقى الدين عمر ليس أخا لصلاح الدين، وإنما هو ابن أخيه شاهنشاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>