للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكل موضع فيها [به] (١) ملك مستقيم بذاته، والأمر فيها كما قال الشاعر:

وتفرّقوا فرقا، فكلّ قبيلة ... فيها أمير المؤمنين ومنبر

فلما بلغه ذلك بادر بتجهيز أخيه الملك المعظم - على ما ذكرنا -، فوصل اليمن في سنة تسع وستين وخمسمائة، فأول من لقيه من أهل اليمن الأمير قاسم بن غانم بن يحيى السليمانى، من المخلاف [ص ٣ ب] السليمانى، جاءه إلى حرض (٢)، من موضعه وكان يسمى محل أبى تراب، وشكا عليه من عبد النبى بن مهدى، وهو يومئذ صاحب التهائم والجبال، من تعز إلى ذحر، إلى سوى ذلك، ما خلا عدن والدّملوة وصنعاء، فإنها كانت بأيدى أهلها الذين نورد ذكرهم - إن شاء الله تعالى -.

وكان عبد النبى قد غار إلى حرض ونهبها، ونهب بلادها، ونهب هذا المحل الذى للشريف، وقتل أخاه، وكان يقال له: «وهّاس بن غانم»، فسأل الأمير قاسم من الملك المعظم أن يكون أول دخوله اليمن إنجادا له على بنى مهدى، فأجابه إلى ذلك، ونهضا بالعساكر من حرض في سلخ رمضان في هذه السنة المذكورة، فوصلا زبيد يوم السبت السابع من شوال عند طلوع الشمس، فنهبوا جميع [ما] فيها - الأموال والخيل -، وسبوا الحريم، وقبضوا على عبد النبى وإخوته؛ وعاد الأمير قاسم بن غانم إلى بلاده يوم الجمعة الثالث من الشهر.

وأقام الملك المعظم بزبيد إلى أن دخل شهر ذى القعدة، ونهض لتعز فأخذه ولم ينازعه أحد، وقاتل أهل [٤ أ] صبر (٣) وذحر فلم ينل منهم، ثم نهض للجند فدخلها وملكها؛ وكل هذه كانت من ممالك عبد النبى.


(١) أضيف ما بين الحاصرتين ليستقيم المعنى.
(٢) ضبطت بعد مراجعة (ياقوت: معجم البلدان) حيث ذكر أنها بلد في أوائل اليمن من جهة مكة.
(٣) ضبطت بعد مراجعة (ياقوت: معجم البلدان) حيث ذكر أنه اسم الجبل الشامخ المطل على قلعة تعز، فيه عدة حصون وقرى باليمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>