للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسار إلى عدن فأخذها يوم الجمعة العشرين من ذى القعدة، ونهب من بها؛ وفيها يومئذ من الأمراء أولاد الداعى المكرّم عمران بن محمد بن سبأ، والشيخ ياسر بن بلال - مولاهم -، فقبض عليهم جميعا، وعاد منها إلى مخلاف جعفر، فبايع في التّعكر (١)، وأخذه يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من ذى الحجة آخر سنة تسع وستين وخمسمائة.

ثم نهض إلى جبلة، وقد صارت البلاد جميعها له ما خلا الدّملوه والبلاد العليا، فطلع نقيل صيد يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذى الحجة؛ وحطّ على ذروان (٢) يوم الثلاثاء، وفيه يومئذ السلطان عبد الله بن يحيى الجنبى، فصالحهم وبذل الطاعة؛ ونهض إلى المصنعة، وفيها يومئذ الشيخ محمد بن زيد البعدى الجنبى، فأخذها منه، ثم نهض إلى ذمار فاعترضه جنب من موضع يسمى رخمة في شرقى ذمار يوم الخميس [٤ ب] التاسع من المحرم، أول سنة سبعين وخمسمائة، فقتل من الغزّ خمسة وستون رجلا، فأخذ خيلهم وسلاحهم، ثم أقام في ذمار، ونهص منها فاعترصه جنب وغيرهم، وجرى بينهم وبينهم قتال كانت الدائرة [فيه] على العرب، فقتل منهم سبعمائة رجل، ولحقتهم الغزّ حتى أو لجوهم حصن هرّان، وأخذوا منهم قلائع كثيره من؟؟؟ حيل.

ويقال إن الملك المعظم دمّر الغزّ في ذلك اليوم وبكّتهم وحملهم على التورط في الهلاك، وقال لهم: " أين منكم ديار مصر؟ ".

وفى ذلك يقول الشركى شاعر ذمار:

وقال لقومه: موتوا كراما، ... فأين وأين مصر من ذمار؟


(١) ضبطت عن المرجع السابق، حيث قال إنها قلعة حصينة باليمن من مخلاف جعفر مطلة على ذى جبلة.
(٢) ضبطت عن المرجع السابق، وهو حصن باليمن قريب من صنعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>