وسيّر لحصن مجلسه الأطهر، ومحله الأنور، الأمير، الأجلّ، المجاهد، الأمين، الأصيل، شمس الدين، نفير الإسلام والمسلمين، سفير الملوك والسلاطين، أبو الحزم عبد الرحمن بن منقذ - كتب الله سلامته وأحسن صحابته -، وما اختير للوفادة إلا من هو أهلها، ولا حمل الوديعة إلا من هو محلها، ولا بعث لنهج الصلة إلا من هو مفتاحها، ولأداء الأمانة إلا من هو قفلها، ومهما استوضح منه وسئل عنه فإنه على نفسه بصيرة، ومن البيان ذو ذخيرة، وفى العربية ذو بيت وعشيرة، والمشاهدة له أوصف، على أن تلك الجلالة ربما ذعّرت البيان فأخلف، وما أجدره بأن يصادف بسطة على بساطه، ونظرا يأذن له في القول على اختصاره وتوسطه وإفراطه، فكل هو به واف، وكل هو للفهم الكريم كاف، والله تعالى يجعل هذه العزمة منافى استنهاض العزمة منه بالغة مبلغا يسرّ أهل دينه، ويوزعهم بها اقتضاء ديونه، من الذين اتخذوا إلها من دونه.
والسلام الصادر عن القلب السليم، والود الصميم، والعهد الكريم، على حضرة الكرم العلية، وسدة السيادة الجلية، سلام مودة ما وفد الغرب قبلها مثلها، ورسالة ما خطرت إلى أن أنفذت وراءها المحبة رسلها، وليصل السلام رحمة الله وبركاته، ورضوانه وتحياته، إن شاء الله تعالى.
وكتب في شعبان سنة ست وثمانين وخمسمائة.
والحمد لله وحده، وصلاته على سيدنا محمد نبيه وآله وسلامه.