فأما الذى يترجم به المولى - عز نصره - فيكون مثل الذى يدعى به على المنبر لمولانا، وهو: الفقير إلى الله تعالى يوسف بن أيوب، أدام الله غنى مولانا بالفقر إلى ربه.
وإذا كتب الصالح بن رزّيك إليهم: من السيد الأجل الملك الصالح، قبح أن يكتب إليه مولانا أبقاه الله: الخادم، وهذا مبلغ رأى المملوك، والمؤمن لا يذل نفسه، وقاسم الأرزاق يوصلها وإن رغم من جرت على يده.
وإن كان مولانا - أعز الله نصره - يقول: أنت غافل وغائب، وما تعرف ما الإسلام فيه، فلو حضرت وعرفت ما شققت الحديث؛ فجواب ما نكتب بعد سنتين، فما يتخلى الله عنا، ولا تستمر هذه الشدة، ولا نسئ الظن بالله، وإذا كانت لنا - إن شاء الله - أخذت خالية ممن نطلب الآن مواساته؛ وإذا كان المملوك مستجهلا وغير مستنصح، وللضرورة حكمها، والأحوال المملوك غائب عنها، فالمفهوم من الأمر للمملوك أن يتولى من الكتابة ترتيب المقاصد، وتحرير الألفاظ، وتنضيد الخبر عما أجراه الله تعالى على يد مولانا - عز نصره - والتأنى المطلوب، فقد فعل هذا كله في النسخة، وبقيت اللفظة التي ليست كتابة المملوك لها شرطا فيها، والمملوك وعقبه مستجيرون بالله تعالى ثم بالسلطان - عز نصره - من تعريضهم لكدر الحياة، وتوقع الخوف، ومعاداة من لا يخفى عنه جبر ولا تقال به عثرة.
ويكفى أن المولى أنعم بخطه في كتابه إلى المملوك، وفيها ما هو بخط حضرة سيدنا الأجل عماد الدين الكاتب الأصفهانى - حرسه الله - لما وصى بأن لا يناظر في الخطاب ما صرّح باللفظة، فهى إما تقية فالمملوك أولى بها، وإما استهانة فنفس الملك لا تقاس بنفس المملوك؛ فإن كان ولا بد فالنسخة بين يديه، والمقصود فيها من زيادة هذه اللفظة ما يحتاج إلى تعليم، والكتّاب الذين