ويختزن لها الذخائر لوقت الحاجة إليها، ومن مصالح الدولة الحفلات الرسمية التي تقيمها. ولسبط ابن التعاويذى أبيات يهجو بها «قصاب المخزن»، مما يدل على أن المخزن كان يوزع الطعام واللجان بين الموظفين.
١٨ - وجاء في ص ٦٠ س ٤:«وحمل الوزير وصاحب المخزن وأنا ونقيب العلويين إلى قلعة سرجهان»، وفى ص ٦١:«وكان نقيب العلويين قد مات بقلعة سرجهان»، فمن نقيب العلويين هذا؟ نعم إنه كان معروفا عند سديد الدولة ابن الأنبارى حاكى القصة ولكنه مجهول عندنا، وبعد البحث والتحقيق علمنا أنه أبو الحسن على بن المعمّر بن محمد العلوى، ذكر ابن الدبيثى في نسخة كمبريج من تاريخه، وابن النجار كما في نسخة باريس من تاريخه أنه ولد سنة ٤٧٠»، وولى النقابة سنة «٥٢٠»، وعزل سنة «٥١٧»، ثم خرج مع الخليفة المسترشد بالله في حرب السلطان مسعود، فأسر وحبس بقلعة سرجهان، فأطلق منها في محرم سنة «٥٣٠»، وكان مريضا فتوفى في عصر يوم إطلاقه خارج القلعة.
١٩ - وجاء في ص ٦٠ س ٨:«وقتلوا معه أبا عبد الله بن سكينة» ولم يعلم القارئ أهو ابن السكينة «من الآلات القاطعة»، أم ابن سكينة تصغير سكنة؟ فقد كان في بغداد بيتان من بيوتاتها يعرفان بابن سكينة، أحدهما بتشديد الكاف وكسر السين من الآلة القاطعة، والآخر معروف الضبط.
فأبو عبد الله هذا من البيت الأول.
قال الذهبى في المشتبه ص ٢٦٨: وبالتشديد [سكينة] على بن الحسين ابن سكّينة الأنماطى القطيعى. . .، والمبارك بن أحمد بن حسين بن سكّينة سمع أبا عبد الله النعالى. . .» وهذا المبارك هو أبو عبد الله بن سكينة الذى قتل مع المسترشد بالله. قال ابن الدبيثى في ترجمة ابنه «عبد الله بن المبارك»:
«عبد الله بن المبارك بن أحمد بن سكينة أبو محمد وابن أبى عبد الله، من ساكنى دار الخلافة، ومن أهل القرآن المجيد، ومن بيت معروف بالقراءة، كان والده يؤم بالمسترشد بالله في الصلوات، وقتل معه لما قتله الملاحدة بمراغة سنة تسع وعشرين وخمسمائة. (١)»
(١) ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثى «نسخة المكتبة الوطنية بباريس ٥٩٢١ ورقة ١٠٧».