للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسترشد بالله والسلطان مسعود بن محمد بمكان يسمى وادى مرك (١) - وهو قريب من جبل بهستون (٢) بالقرب من همذان -، فلما اصطفت العساكر فرّ من معسكرنا جميع الأتراك، ومالوا إلى ناحية السلطان، ثم وقع القتال، فانهزم الخليفة ومن بقى معه، ونهب عسكره، وقبض على الخليفة وأرباب المناصب، وحمل الوزير وصاحب المخزن وأنا ونقيب العلويين إلى قلعة سرجهان (٣) - بالقرب من قزوين والرى - وبقى الخليفة مع السلطان وسار معه في بلاد أذربيجان إلى أن وصلوا إلى مراغة؛ وهجم على الخليفة ثلاثة نفر من الملاحدة الباطنية، وهو في خيمته، فقتلوه، وقتلوا معه [أبا عبد الله (٤)] ابن سكينه - وكان يصلى به -، وذلك يوم الخميس لأربع بقين من ذى القعدة (٥) سنة تسع وعشرين وخمسمائة (٦).


(١) كذا في الأصل، وفى (ابن الأثير: ج ١١، ص ١٠): «دايمرج» ولم يرد لها ذكر في ياقوت.
(٢) هكذا ضبطها ياقوت وقال إنها قرية وجبل، أما القرية فبين همذان وحلوان، تبعد عن همذان أربع مراحل، أما الجبل فمرتفع ممتنع لا يرتقى إلى ذروته لأنه أملس كأنه منحوت.
(٣) هكذا ضبطها ياقوت وقال إنها قلعة حصينة على طرف جبال الديلم تشرف على قاع قزوين وزنجان وأبهر، ونص على أنه رآها فوجدها من أحصن القلاع.
(٤) ما بين الحاصرتين عن ابن الأثير وابن الجوزى.
(٥) كذا في الأصل، وفى (ابن الجوزى: المنتظم، ج ١٠، ص ٤٩)؛ (وابن الأثير، ج ١١، ص ١٠) أنه قتل يوم الخميس سابع عشر ذى القعدة.
(٦) انفرد ابن واصل بنقل هذا الحديث - هنا وفيما يلى - عن ابن الأنبارى كاتب إنشاء المسترشد، ولهذا الحديث أهمية خاصة لأن ابن الأنبارى كان شاهد عيان لهذه الحوادث جميعا كما أنه شارك فيها، ولم يرد لهذا الحديث أي ذكر أو إشارة في كل المراجع الهامة التي كتبت عن هذا العصر والتي أشير إليها دائما في هذه الحواشى، وهى المنتظم لابن الجوزى، والكامل لابن الأثير، والبداية والنهاية لابن كثير، وتاريخ الخلفاء للسيوطى؛ وإنما استطعت أن أحقق أنه نقله عن تاريخ الفارقى، فقد نقل نصه عنه آمدروز في هوامش كتاب (ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسى، ص ٢٥٠ - ٢٥١) وعليه عارضنا نص ابن واصل لتصحيحه، وقد نص الفارقى على أن هذا الحديث جرى بينه وبين ابن الانبارى، قال: «ولقد سألت السعيد مؤيد الدين أبا عبد الله محمد بن عبد الكريم الأنبارى رحمه الله في سنة ٥٣٤ ببغداد حين نزلت إليه في هذه السنة عن حال المشترشد والوقعة وما جرى، فقال رضى الله عنه: إلخ» ثم روى الحديث كما جاء هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>