للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم دخل عليه أخوه الملك الظافر خضر المعروف بالمشمّر، وهو شاب وعنده حمية وأنفة وقال:

«أين حكم الإسلام، وقد استحلّت المحارم، وما ظننت أن أحدا يحنث في يمينه وينقض عهده، فلا تهن ولا تجزع فالبادى أظلم، والمسلّم إلى الله أسلم».

وأحضر الملك الظافر المقدمين واستحلفهم، واستكثر من العدد والآلات، وتولى أسباب تحصين البلد، وقطع ما فوق المصلى عند مسجد فلوس بفصيل (١)، ورتّب الرجال حول البلد يتناوبون عليه لحفظه، وفرّق الأمراء على الأبراج والأسوار.

وورد إلى الملك الأفضل رسل أخيه الملك الظاهر يشير عليه بتحصين بلده وتقوية عزمه على مقاتلة أخيه وعمه، ويعده من نفسه المؤازرة والمظاهرة.

ثم أرسل الملك الأفضل الأمير فلك الدين - وهو أخو الملك العادل لأمه، وإليه تنسب المدرسة الفلكية (٢) بدمشق - رسولا إلى الملك العادل.


(١) (ك): «بالتفصيل» انظر أيضا: (الروضتين، ج ٢، ص ٢٣٠).
(٢) أنشأ هذه المدرسة الأمير أبو منصور فلك الدين سليمان بن عمروة بن خلدك أخو الملك العادل أبى بكر لأمه، وكانت اول الأمر دارا له فحولها إلى مدرسة، وبنى بها قبرا له دفن فيه بعد وفاته في المحرم من سنة ٥٩٩ هـ‍، وأوقف عليها أوقافا، وموقعها بحارة الإفتريس داخل بابى الفراديس والفرج، انظر: (النعيمي: لدارس في تاريخ المدارس، نشر جعفر الحسنى، ج ١ ص ٤٣١ - ٤٣٢) و (ابن شداد: الأعلاق الخطيرة - الجزء الخاص بتاريخ دمشق. نشر الدكتور سامى الدهان، دمشق، ١٩٥٦، ص ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>