للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمستجير بالله (١)، فقال الخليفة: «ذلك إليكم»، ثم قال لى الخليفة: «ماذا ترى؟» فقلت: «المقتفى لأمر الله» فقال: «مبارك» ثم مد يده، فأخذها الوزير وقبلها، وقال: «بايعت سيدنا ومولانا الإمام المقتفى لأمر الله أمير المؤمنين على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - واجتهاده»؛ ثم أخذها صاحب المخزن وقبلها، وباي‍عه على مثل ذلك، ثم أخذت يده، وقلت بعد أن قبلتها: «بايعت سيدنا ومولانا الإمام المقتفى لأمر الله أمير المؤمنين على ما بايعت عليه أباه وأخاه وابن أخيه في ولاية عهده -، وكنت بايعت الإمام المستظهر بالله لما خدمته في وكالة الدار سنة اثنتين (٢) وتسعين وأربعمائة، وبقيت إلى سنة سبع وخمسمائة (٣) وبايعت المسترشد، وبايعت الراشد بولاية العهد -[٤٠] قال: ثم قمت من عنده، ودخل أمراء الدار وبايعوه، ودخل العلماء والقضاة والفقهاء وأكابر الناس أجمع فبايعوه، ثم حضر السلطان مسعود عنده، وكلمه المقتفى بالله بكلام وعظه فيه وعرفه ما يلزمه من طاعة الخلافة، وأمره بالرفق بالرعية، والإحسان إليهم، وخوّفه عاقبة الظلم، فبايعه السلطان، وقبل يد الخليفة، ورجع إلى دار السلطنة.

وأما الراشد بالله فإنه أقام بالموصل مع عماد الدين أتابك زنكى، والخطبة بالموصل وسائر بلاد عماد الدين للراشد بالله، ثم أرسل عماد الدين زنكى إلى بغداد القاضى كمال الدين محمد بن عبد الله بن الشهرزورى وصحبته رسول الراشد بالله، فأما رسول الراشد فلم تسمع رسالته، وأما كمال الدين فأحضر في الديوان وسمعت رسالته،


(١) كذا في الأصل، وفى الفارقى: «والمستنجد بالله».
(٢) الفارقى: «سنة ٩٠» فقط.
(٣) في الأصل: «وخمسين» والتصحيح عن الفارقى.

<<  <  ج: ص:  >  >>