٣ - فاعل، ٤ - أفعل، ٥ - تفعل، ٦ - تفاعل، ٧ - انفعل، ٨ - افتعل، ٩ - افعلَّ، ١٠ - أستفعل هذا عن الفعل الثلاثي ومزيده. أما الفعل الرباعي المجرد ومزيده فقد ذكر: ١ - فعلل، ٢ - تفعلل. وقد اكفى في كل ذلك بذكر الأرقام الدالة عليها، ولم يذكر غير ذلك من الأفعال المزيدة. كما أنه لم يشر إلى أبواب الفعل الثلاثي المجرد وكثيرًا ما يختلط عليه الأمر في ذلك.
إن دوزي قد أنحى، في مقدمته، باللائمة على فريتاج (المتوفى ١٨٦١) لكثرة الأخطاء في معجمه العربي اللاتيني غير أن أخطاء دوزي في معجمه ليست بقليلة، وقد تسرب إليه الخطأ من المصادر التي نقل منها، وأن من هذه الأخطاء ما يؤاخذ عليه علامة مثله، فقد ذكر مثلاً لفظة " اطراسنا " بعد لفظة " أطمة " وقد وجدها في معجم المنصوري، ولو أنه فهم الشرح الذي ذكره المنصوري لعلم أنها تصحيف أطرا سنًا أو أطرى سنًا، وأنها مؤلفة من كلمتين: أطرا أو أطرى أفعل التفضيل من طرو أي صار غضًا أو طري أي كان غضًا لينًا، ومن " سنًا " ومعناه العمر تمييزًا لأطرا.
وذكر " أرنبة " نقلاً عن معجم بوشر وقد فسرت به بالفرنسية بما معناه " أربية " بالعربية، ولا ريب في أن " أرنبة " هذه تصحيف أريبة. ثم ذكر بعد ذلك " أرنمة = أرنبة " وفسرها بما معناه أربية أيضًا نقلاً عن معجم بوشر أيضًا وهذه مثل تلك تصحيف أربية أيضًا.
وذكر " بياب " في مادة باب وفسرها بما معناه صحراء نقلاً من كرتاس، وهي تصحيف يباب ومن حقها أن تذكر في حرف الياء لا في حرف الباء الموحدة لو أن دوزي تنبه إلى هذا التصحيف.
وهناك من الخطأ ما يعذر عليه دوزي، إذ لا يدركه إلا من كان ذا قدم راسخة في اللغة ولم يكن دوزي ليبعد منهم وإنما غلب عليه التاريخ، تاريخ الأندلس والغرب، وكان حجة فيهما. من ذلك مثلاً ذكره " بهماء " في مادة بهم نقلاً من نص جاء في كتاب الغرب في ذكر بلاد إفريقية والغرب لإبي عبيد البكري المتوفى سنة ٤٨٧ هـ الذي طبعه البارون دي سلان في الجزائر سنة ١٨٥٧ وهو " في بهماء تلك الصحارى "وترجمه دي سلان بما معناه " في ناحية مجهولة من هذه الصحراء ولم ترد " بهماء " في اللغة بهذا المعنى، وإنما هي تصحيف " يهماء "، ففي لسان العرب: " اليهماء مفازة لا ماء فيها ولا يسمع فيها صوت، وقال عمارة: الفلاة التي لا ماء فيها ولا علم، ولا يهتدى لطرقها ". وفي القاموس المحيط: " اليهماء الفلاة لا يهتدى فيها ". ثم إن ترجمة دى سلان العبارة إلى الفرنسية خطأ أيضًا. وذكر في نفس المادة لفظة " أبهم " نقلاً من معجم بوشر وقد فسر بما معناه الأبله أو البليد الشديد البلادة " وهو تصحيف " أيهم " ففي لسان العرب: والأيهم من لا عقل له ولا فهم، وكذلك في القاموس المحيط.
وكثيرًا ما يعترف دوزي بأنه لم يفهم معنى بعض النصوص التي ينقلها أو يقول إنه لم يتبين له وجه الصواب فيها، وهذه سمة العالم المتواضع. يدرك المرء أن معجمًا ضخمًا مثل معجم دوزي