للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يبلغ عدد صفحاته ١٧٢٨ صفحة في مجلدين ضخمين من الحجم الكبير لابد أن يتسرب إليه الخطأ وليس ذلك بضائره فالعصمة لله وحده، ولم تخل المعاجم من قبله ومن بعده من أخطاء. وقد اعترف دوزي بأن معجمه هذا لا يخلو من نقص وعيب.

لقد جعل دوزي من معجمه مرجعًا سهل المأخذ، يسير التنسيق، فمهد بذلك طريقًا جديدًا لتصنيف المعاجم العربية على حد قوله، وقد حمل صدوره في سنة ١٨٧١ المستعرب الانجليزي ستانلي لين بول على الإحجام عن إصدار الكتاب الثاني من " مد القاموس " أو " مد اللغة " لقريبه المستعرب الانجليزي أدور وليم لين (١٨٧٦) الذي كان يحوي مثل ما يحويه معجم دوزي من ألفاظ.

لقد أطلق دوزي على معجمه الاسم الفرنسي Suppliment aux Dictionnaires Arabes وقد ترجم هذا الاسم إلى العربية ترجمات مختلفة وجدنا منها: الملحق بالمعاجم العربية، وملحق بالعاجم العربية، وملحق المعاجم العربية، وذيل المعاجم العربية، وملحق وتكملة القواميس العربية، وتكملة المعاجم العربية. وقد رأينا أن نطلق على ترجمتتا لمعجم دوزي هذا الاسم الأخير "ْ تكملة المعاجم العربية " لا لأنه أفضل ترجمات الاسم الفرنسي بل لأنه أشهرها وأسيرها ولذلك أطلقته مكتبة لبنان اسمًا لطبعة الأوفسيت التي نشرتها سنة ١٩٦٩.

وبعد فقد مضى على صدور معجم دوزي نيف ومائة عام تطورت فيها الحضارة وتقدمت أسباب الحياة ونشأت فيها علوم وفنون فجدت لكل ذلك ألفاظ ومصطلحات لتفي بمطالبها وتعبر عنها، فأصبحت الحاجة ماسة إلى معجم جديد يسير المأخذ سهل التناول يجمع الألفاظ الطارئة التي لم ترد في المعاجم القديمة. وقد حاول الكثيرون أن ينهضوا بهذا العبء غير أنهم ما كادوا يبدأون به حتى ناؤوا وانقطعت بهم الطريق.

وقد عزمت أن أدلو بدلوي في الدلاء، فألفت معجمًا في ذلك هو حصاد عمل العمر كله، سميته " المزيد على المعاجم العربية " ودفعت مبيضة الجزء الأول منه إلى المجمع العلمي العراقي الذي قرر طبعه، عسى أن ينتفع به الناس.

نحمد الله عز وجل على أن وفقنا لهذا، وهيأ لنا من أمرنا رشدا، إنه نعم المولى ونعم النصير.

الأعظمية ١ محرم الحرام ١٣٩٧

٢٢ كانون الأول ١٩٧٦

محمد سليم النعيمي

<<  <  ج: ص:  >  >>