للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليكون ذلك إلى وفور الأجر داعيا، وبحسن الأحدوثة قاضيا، مقتديا بما نطق به القرآن. ({إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ.})

وأمره أن يأمر بالمعروف ويقيم مناره، وينهى عن المنكر ويمحو آثاره، فلا يترك ممكنا من إظهار الحقّ وإعلانه وقمع الباطل، وإخماد نيرانه، ويعتمد مساعدة كل مرشد إلى الطريق الأقصد، وناه عن التظاهر بالمحظور في كل مشهد، وكل من تضحى معونته مشاركة في إحراز المثوبة ومساهمة، ومساومة في اقتناء الأجر ومقاسمه، وأن يوعز بإزالة مظان الريب والفساد في الدانى من الأعمال والقاصى، فإنها مواطن الشيطان وأماكن المعاصى، وأن يشدّ على أيدى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ويعينهم على ذلك بما يطيب ذكره في كل مشهد ومحضر، ويجتهد في إزالة كل محظور ومنكر، مقدم في الباطل ومؤخر، قال الله تعالى: ({وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَاِنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ.})

وأمره أن يقدّم الاحتياط في حفظ الثغور ومجاوريها من الكفّار، ويستعمل غاية التيقظ في ذلك والاستظهار، ليأمن عليها غوائل المكايد، ويفوز من التوفيق لذلك بأنواع المحامد، ويتجرّد لجهاد أعداء الدين والانتقام من الكفرة المارقين أخذا بقول رب العالمين: ({اِنْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ})

وأن يعمل فيما يحصل من الغنائم عند فلّ جموعهم، وافتتاح بلادهم وربوعهم، بقول الله وما أمر به في قسمتها، وإيفاء كلّ صاحب حصته منها؛ سالكا سبل من غدا لآثار الصلاح مقتفيا، وللفرض في ذلك مؤديا، وبهدى ذوى الرّشد مهتديا، قال الله تعالى في محكم التنزيل: ({وَاِعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ.})

<<  <  ج: ص:  >  >>