الهدايه؛ وينشر عليهم جناحى عدله وإحسانه، وينعم لهم النظر في ارتياد الأمناء والصلحاء من خلصاء أكفائه وأعوانه؛ متخيرا للاسترعاء من استحمد إليه بمشكور المساعى، وتعرف إليه في سياسة الرعايا بجميل الأسباب والدواعى؛ وسلك في مفترض الطاعة الواجبة على الخلائق قصد السبيل، وعلم منه حسن الاضطلاع في مصالح المسلمين بالعبء الثقيل، والله عز وجل يؤيد آراء أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - بالتأييد والتسديد، ويمده أبدا من أقسام التوفيق الإلهى بالموفور والمزيد؛ ويقرن عزائمه الشريفة باليمن والنجاح، ويسنى له فيما يأتى ويذر أسباب الخير والصلاح، وما توفيق أمير المؤمنين إلا بالله عليه يتوكل وإليه ينيب.
ولما وفق الله تعالى نصير الدين محمد بن سيف الدين أبى بكر بن أيوب من الطاعة المشهورة، والخدم المشكورة، والحظوة في جهاد أعداء الدين بالمساعى الصالحة؛ والفوز من المراضى الشريفة الإمامية - أجلها الله تعالى - بالمغانم الجزيلة والصفقة الرابحة؛ لما وصل فيه سالف شريف الاختصاص بآنفه، وشفع تالده في تحصيل مأثور الاستخلاص بطارفه؛ واستوجب بسلوكه في الطاعة المفروضة مزيد الإكرام والتفضيل، وضرع في الإنعام عليه بمنشور شريف إمامى يسلك في اتباعه هداه والعمل بمراشده سواء الصراط وقصد السبيل - اقتضت الآراء الشريفة المقدسة - زادها الله تعالى جلالا متألق الأنوار، وقدسا يتساوى في تعظيمه من هو مستخف بالليل وسارب بالنهار - الإيعاز بإجابته إلى ما وجّه أمله إلى الإنافة فيه به إليه، والجذب بضبعيه إلى ذروة الاجتباء الذى تظهر أشعة أنواره الباهرة عليه؛ فقلده - على خيرة الله تعالى - الزعامة والغلات، وأعمال الحرب والمعاون والأحداث والخراج والضياع والصدقات، والجوالى وسائر وجوه الجبايات، والعرض والعطاء، والنفقة في الأولياء؛ والمظالم