والحسبة في بلاده، وما يفتتحه ويستولى عليه من بلاد الفرنج الملاحين، وبلاد من تبرز إليه الأوامر الشريفة بقصده من الشاذين عن الإجماح المنعقد من المسلمين؛ و [من] يتعدى حدود الله تعالى بمخالفة من يصل (؟) من الأعمال الصالحات بولائه المفروض على الخلائق مقبولة، وطاعته ضاعف الله جلاله بطاعته وطاعة رسول الله صلّى الله عليه وسلم موصولة؛ حيث قال عز من قال:
واعتمد - صلوات الله عليه وسلامه - في ذلك على حسن نظره ومدد رعايته، وألقى مقاليد التفويض إلى وفور اجتهاده وكمال سياسته؛ وخصه من هذا الإنعام الجزيل بما يبقى له على تعاقب الدهر واستمراره، ويخلد له على ممر الزمان حسن ذكره وجزيل فحاره؛ وحباه بتقليد يوطد له قواعد الممالك، ويفتح بإقليده رتاج الأبواب والمسالك؛ ويفيد قاعدته في بلاده زيادة تقرير وتمهيد، ويطير به صيته في كل قريب وبعيد، ووسمه بالملك الأجل، السيد، الكامل، المجاهد، المرابط؛ نصير الدين، ركن الإسلام، أثير الأنام، تاج الملوك والسلاطين، قامع الكفرة والمشركين، قاهر الخوارج والمتمردين، غازى بك محمد، بن أبى بكر، ابن أيوب، معين أمير المؤمنين، رعاية لسوابق خدمه وخدم أسلافه وآبائه، عن وفور اجتبائه، وكمال ازدلافه، وإنافة من ذروة القرب إلى محل كريم، واختصاصا له بالإحسان الذى لا يلقاه إلا من هو كما قال تعالى:({ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ.}) وثوقا بصحة ديانته التي يسلك فيها سواء سبيله، وإستنامة إلى أمانته في الخدمة التي ينصح فيها لله تعالى ولرسوله، وركونا إلى [كون] الإنعام عليه موضوعا بحمد الله تعالى في أحسن موضع، واقعا به لديه في خير مستقر ومستودع.
وأمير المؤمنين - صلوات الله عليه - (لا زالت الخيرة موصوله بآرائه،