والتأييد الإلهى مقرونا بإنفاذه وإمضائه) يستمد من الله عز وجل حسن الإعانة في اصطفائه الذى اقتضاه نظره الشريف واعتماده، وأدى إليه ارتياده المقدس الإمامى واجتهاده؛ وحسب أمير المؤمنين الله ونعم الوكيل.
أمره بتقوى الله تعالى التي هى الجنة الواقية، والنعمة الباقية؛ والملجأ المنيع، والعماد الرفيع؛ والذخيرة النافعة في السر والنجوى، والجذوة المقتبسة من قوله سبحانه:({وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى}) وأن يدرع بشعارها، في جميع الأقوال والأفعال، ويهتدى بأنوارها، في مشكلات الأمور والأحوال، وأن يعمل بها سرا وجهرا، ويشرح للقيام بحدودها الواجبة صدرا؛ قال الله تعالى:({وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً}).
وأمره بتلاوة كتاب الله متدبرا غوامض عجائبه، سالكا سبيل الرشاد والهداية في العمل به، وأن يجعله مثالا يتبعه ويقتفيه، ودليلا يهتدى بمراشده الواضحة في أوامره ونواهيه؛ فإنه الثقل الأعظم، وسبب الله المحكم، والنور الذى يهدى به إلى التي هى أقوم؛ ضرب الله تعالى فيه لعباده جوامع الأمثال، وبين لهم بهداه الرشد والضلال، وفرق بدلائله الواضحة الحرام والحلال؛ فقال عز من قائل:({هذا بَيانٌ لِلنّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}). وقال تعالى:
وأمره بالمحافظة على مفروض الصلوات، والدخول فيها على أكمل هيئة من قوانين الخشوع والإخبات؛ وأن يكون نظره في موضع سجوده من الأرض، وأن يمثل لنفسه في ذلك موقفه بين يدى الله تعالى يوم العرض؛ قال الله تعالى:
({قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ})، وقال تعالى:({إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً.}) وأن لا يشتغل بشاغل عن أداء فروضها