الواجبة، ولا يلهو بسبب عن إقامة سنتها الذاتية؛ فإنها عماد الدين الذى نمت أعاليه، ومهاد الشرع الذى تمت قواعده ومبانيه؛ قال الله تعالى:({حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ،}) وقال سبحانه: ({إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ.})
وأمره أن يسعى إلى صلوات الجمع والأعياد، ويقوم في ذلك بما فرضه الله تعالى عليه وعلى العباد؛ وأن يتوجه إلى الجوامع والمساجد متواضعا، ويبرز إلى المصليات الضاحية في الأعياد خاشعا؛ وأن يحافظ في تشييد قواعد الإسلام على الواجب والمندوب، ويعظم باعتماد ذلك شعائر الله التي هى من تقوى القلوب، وأن يشمل بوافر اهتمامه واعتنائه، وكمال نظره وإرعائه؛ بيوت الله التي هى محال البركات، ومواطن العبادات؛ والمساجد التي تأكد في تعظيمها وإجلالها حكمه، والبيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه؛ وأن يرتب لها من الخدم من يتبتل لإزالة أدناسها، ويتصدى لإذكاء مصابيحها في الظلام وإيناسها؛ ويقوم لها بما تحتاج إليه من أسباب الصلاح والعمارات، ويحضر إليها ما يليق من الفرش والكسوات
وأمره باتباع سنة النبى صلى الله عليه وسلم التي أوضح جددها، وثقف - عليه السلام - أودها؛ وأن يعتمد فيها على الأسانيد التي نقلها الثقات، والأحاديث التي صحت بالطرق السليمة والروايات؛ وأن يقتدى بما جاءت به من مكارم الأخلاق التي ندب صلى الله عليه وسلم إلى التمسك بسببها، ورغب أمته في الأخذ بها والعمل بأدبها؛ وقال الله تعالى:({وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.}) وقال سبحانه وتعالى: ({مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ.})
وأمره بمراعاة أحوال الجند والعسكر في ثغوره، وأن يشملهم بحسن نظره