لى والدى. . .». ثم يمضى ابن واصل في روايته فيقول «حكى لى شمس الدين رحمه الله قال: لما قدم الانبرطور القدس لازمته كما أمرنى السلطان الملك الكامل، ودخلت معه إلى الحرم الشريف. . .». ويروى قصة الأحداث كما رواها له القاضى شمس الدين قاضى نابلس، الذى أمره السلطان الكامل بملازمة خدمة الامبراطور فردريك ومرافقته إلى أن يزور القدس ويرجع إلى عكا (حوادث سنة ٦٢٥، ٦٢٦ هـ). وينتهز ابن واصل الفرصة للاستطراد في الكلام عن علاقة بنى أيوب من سلالة السلطان الكامل بالامبراطور فردريك بعد عودته إلى بلاده، ثم بابنه مانفرد. ويحكى كيف أن السلطان الظاهر بيبرس أرسله سنة ٦٥٩ هـ رسولا إلى الملك مانفرد. . . ويحكى الكثير عن مشاهداته في صقلية وجنوب إيطاليا وأوضاع المسلمين فيهما.
هذا بالإضافة إلى ما نصادفه في هذا الجزء من إشارات تلقى أضواء على حياة ابن واصل نفسه، فهو يحكى عن نفسه أنه في سنة ٦٢٤ هـ قرأ بالحرم الشريف بالقدس على الشيخ شمس الدين رزمين البعلبكى كتاب الإيضاح لأبى على الفارسى، وأنه جود عليه القرآن الكريم. وفى حوادث سنة ٦٢٥ هـ يحكى ابن واصل كيف أنه حل محل أبيه في المدرسة الناصرية الصلاحية بالقدس، عند ما حج أبوه في تلك السنة. ويقول في حوادث سنة ٦٢٨ هـ أنه كان بحلب في تلك السنة، «توجهت إليها للاشتغال فيها بالعلم على الشيخ نجم الدين الخباز في المذهب والأصولين، وعلى الشيخ موفق الدين بن يعيش في علم النحو واللغة، ولتحصل لى البركة بالقاضى بهاء الدين بن شداد، رحمه الله».
أما عن الاشارات التي أوردها ابن واصل في هذا الجزء عن أبيه ومكانته عند ملوك بنى أيوب من ناحية، ثم ولاء ابن واصل نفسه للبيت الأيوبى والإشادة بمناقبه من ناحية أخرى، فهى عديدة، تزداد كثرة كلما