للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها لهم شحنة (١). ثم قصدوا زنجان (٢) [٨٦ ب] فملكوها وقتلوا فيها [خلقا (٣)]، ثم قصدوا قزوين، فاعتصم أهلها بمدينتهم فحاصروها [مدة (٤)] ثم هجموها [بالسيف (٥)]، واقتتلوا هم وأهل البلد في البلد بالسكاكين، فقتل من التتر وأهل البلد خلق كثير. فذكر أنه عد قتلى قزوين فكانوا أربعين ألفا، [ومن التتر ما لا يحصى (٦)].

ثم قصدوا إقليم أذربيجان وأهلكوا كل (٧) ما في طريقهم من القرى والمدن.

وكان صاحب أذربيجان مظفر الدين أزبك بن البهلوان أحد غلمان السلجوقيه، فلم يخرج اليهم لاشتغاله بالشرب واللهو، وإنما أرسل إليهم وصالحهم على مال وثياب ودواب حملها إليهم، فساروا إلى ساحل البحر؛ لأن البرد كان قد اشتد، فأرادوا أن يشتوا في أماكن قليلة البرد كثيرة المراعى. فوصلوا إلى موقان (٨)، ومروا في طريقهم بأطراف بلاد الكرج، فخرج إليهم نحو عشرة آلاف من الكرج، فقاتلوهم فانهزمت الكرج، وقتل أكثرهم. فأرسلت الكرج إلى أزبك صاحب أذربيجان يطلبون منه الصلح والأتفاق معهم على


(١) صاحب الشحنة هو متولى رياسة الشرطة ويقال للوظيفة الشحنة أو الشحنكية، انظر ما سبق (ابن واصل، ج ١ ص ٧ حاشية ٥).
(٢) زنجان بلد كبير مشهور كانت قريبة من ابهر وقزوين، انظر ياقوت (معجم البلدان)؛ ابن عبد الحق البغدادى (مراصد الأطلاع).
(٣) في نسخة س «خلق» والكلمة غير مذكورة في نسخة م.
(٤) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٦) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٧) في نسختى المخطوطة «كلما».
(٨) ذكر ياقوت (معجم البلدان) أن موقان ولاية بأذربيجان فيها قرى ومروج كثيرة كانت تحتلها التركمان للرعى.

<<  <  ج: ص:  >  >>