كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ودخلت سنة ثلاث وثلاثين وستمائة - ذكر توجه الملك الناصر داود بن الملك المعظم [إلى بغداد واعتضاده بالخليفة المستنصر بالله رحمه الله] - ج: 5 - ص: 105

وأرتكب الهول المخوف مخاطرا ... بنفسى ولا أعبا بما أنا راكبه

وقد رصد الأعداء لى كلّ مرصد ... فكلهم نحوى تدب عقاربه

وآتيك والعضب المهند مصلت ... طرير شباة قانيات ذوائبه

وانزل آمالى ببابك راجيا ... فواضل (١) جاه يبهر النجم ثاقبه

فتقبل منى عبد رق فيغتدى ... له الدهر عبدا طائعا لا يغالبه

وتنعم في حقى بما أنت أهله ... وتعلى محلّى فالسّها لا يقاربه

وتلبسنى من نسج ظلك ملبسا (٢) ... يشرف قدر النيرين جلاببه

وتركبنى نعمى (٣) أياديك مركبا ... على الفلك الأعلى تسير مواكبه

وتسمح لى بالمال والجاه بغيتى ... وما الجاه إلا بعض ما أنت واهبه

ويأتيك غيرى من بلاد قريبة ... له الأمن فيها صاحب (٤) لا يجانبه

وما اغبر من جوب الفلا حرّ وجهه ... ولا انضيت بالسير فيها ركائبه

فيلقى دنوا منك لم ألق مثله ... ويحظى ولا احظى (٥) بما أنا طالبه؟

وينظر من لألآء قدسك نظرة ... فيرجع والنور الإمامى صاحبه

ولو كان يعلونى بنفس ورتبة ... وصدق ولآء لست فيه أصاقبه

لكنت أصد (٦) النفس عما ترومه (٧) ... وكنت أذود العين عما تراقبه (٨)

---

(١) في نسخة م «نواهد» وفى نسخة س «تواصل» والصيغة المثبتة من الفوائد الجلية، ص ١٣٨ والصيغ الثلاث صحيحة.
(٢) في نسخة س «حلة» والصيغة المثبتة من م وبها يتفق سياق البيت.
(٣) في نسخة س «نعما» وهو تصحيف والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة م.
(٤) في نسخة س «صاحبا» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من م.
(٥) كذا في نسختى المخطوطة، وفى الفوائد الجلية، ص ١٣٩ «وما أحظى» وكلاهما صحيح.
(٦) في نسخة م وفى الفوائد الجلية ص ١٣٩ «أسلى» والصيغة المثبتة من نسخة س وهى تتفق مع كلمة «أذود» الواردة في عجز البيت.
(٧) في نسخة م «أرومه» والصيغة المثبتة من س.
(٨) ورد هذا البيت في هامش نسخة س.