للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسافرت أنا من حماه (١) لأهنئ الملك الناصر بقدومه فاجتمعت به وهو داخل من قصره إلى [خدمة] عمه (٢) الملك الكامل. ولازمت خدمته إلى أن سافر إلى الكرك فسافرت معه، وأقمت عنده [بالكرك (٣)] إلى أن دخلت سنة أربع وثلاثين [وستمائه (٤)]. ثم سافرت من خدمته ورجعت إلى حماه. [وكان - رحمه الله - يؤثر كثيرا مقامى عنده، لكنى آثرت المقام بالوطن (٥)].

وكان قدوم الملك الناصر إلى دمشق [في شوّال (٦)] من هذه السنة - أعنى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة - ومعه الأعلام السود رنك (٧) الخليفة، وجعل رنكه كله أسود إنتماء إلى الخليفة. وكان الخليفة قد لقبه (٨) «الولى المهاجر» مضافا إلى لقبه. [وأمر الملك الناصر خطباء بلاده أن يذكروا في الدعاء له اللقب الذى شرفه الخليفة به (٩)].

ولما سافر إلى الكرك سافر رسول الخليفة معه إلى الكرك ليلبسه الخلعة، ويتأكد


(١) في نسخة س «قال صاحب التاريخ: وسافرت من حماة إلى دمشق. .» والصيغة المثبتة من م.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في م.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٧) الرنك - وجمعه رنوك - لفظ فارسى معناه اللون، وقد استعمل بمعنى الشعار أو العلامة التي يتخذها الشخص لنفسه وينفرد بها دون غيره وينقشها على أبواب بيوته والأماكن المنسوبة إليه، كما يضعها على قماش خيوله وسيوفه وأدواته المعدنية والخشبية وغيرها؛ انظر القلقشندى، صبح الأعشى، ج ٤ ص ٦١ - ٦٢؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٦٧٢ حاشية ٤؛ محمد مصطفى، الرنوك المملوكية، مجلة الرسالة (مارس ١٩٤١)؛ إبراهيم على طرخان، مصرفى عصر دولة المماليك الجراكسة، ص ٣٢٤ - ٣٣٤؛ أحمد عبد الرازق أحمد، الرنوك على عصر سلاطين المماليك، المجلة التاريخية المصرية، المجلد ٢١ (١٩٧٤)، ص ٦٧ - ١١٦.
(٨) وردت الجملة في بعض التقديم والتأخير في نسخة س، والصيغة المثبتة من م.
(٩) ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في م.

<<  <  ج: ص:  >  >>