كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب

ودخلت سنة ست وثلاثين وستمائة - ذكر قدوم عماد الدين بن شيخ الشيوخ إلى دمشق ومقتله - رحمه الله - ج: 5 - ص: 200

ولما علم الملك الجواد تصميم الملك العادل على إنتزاع دمشق منه، وعلم أنه لا طاقة له بقتاله، وأنه إن سلّم دمشق إلى الملك العادل لم يعطه إلا خبزا [قليلا] (١) بالديار المصرية، سيرّ الشيخ كمال الدين بن طلحة إلى السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب فطلب منه [١٢ ا] أن يعوضه عن مدينة (٢) دمشق سنجار (٣) [والرقة (٤)] وعانه، ويسلم [هو] (٥) دمشق إليه، فمضى كمال الدين بن طلحه إلى الملك الصالح بذلك. فأجاب الملك الصالح إلى ذلك، وحلف لابن عمه الملك الجواد على العوض المذكور، وزاده الجديده (٦)، وجعلها (٧) باسم مملوك من مماليك الملك الجواد يقال له رزيق وكان أخص مماليكه به.

ولما وقع الاتفاق بينهما على ذلك، وتوجه الملك الصالح إلى دمشق، وعلم الملك الجواد قربه منها (٨) خاف الملك الجواد من عماد الدين بن الشيخ أن يفسد بينه (٩) وبين الملك الصالح فلا يحصل على ما وقع التقرير عليه من العوض الذى طلبه منه، فدس

---

(١) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب.
(٢) في نسخة ب «من دمشق» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٣) في نسخة س «بسنجار» والصيغة المثبتة من ب.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب، انظر أيضا، المقريزى، السلوك ج ١، ص ٢٧٩.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(٦) كذا في نسخة ب وكذلك في المقريزى (السلوك، ج ١، ص ٢٧٩)، وهى اسم لقلعة في كورة بين النهرين، التي بين نصيبين والموصل، وأعمالها متصلة بأعمال حصن كيفا، هذا بينما ورد الاسم في نسخة س «الحدسه» بغير نقط البته وربما يقصد الحديثة وهو اسم يطلق على مواضع عدة منها حديثة الموصل، وحديثة الفرات؛ والحديثة أيضا من قرى غوطة دمشق، ويقال لها حديثة جرش، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٧) في نسخة ب «وجعله» والصيغة المثبتة من س.
(٨) في نسخة س «فلما علم الملك الجواد تقربه منه»، والصيغة المثبتة من ب.
(٩) في نسخة س «ما بينه»، والصيغة المثبتة من ب.