للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقرية على شاطىء النيل بقرب قليوب تعرف [١٠٩] بالخرقانيّة (١)، ذات متنزه وبساتين، فخرج إليها للتنزه، فلما علم صلاح الدين أرسل إليه جماعة من أصحابه فاغتالوه من مأمنه، وقتلوه وأتوا برأسه، وذلك يوم الأربعاء لخمس بقين من ذى القعدة من هذه السنة - أعنى سنة أربع وستين وخمسمائة -.

فلما قتل غار السودان (٢) عبيد القصر وثاروا، وكانوا يزيدون على خمسين ألفا، وكانوا إذا قاموا على وزير قتلوه واجتاحوه؛ فلما ثاروا أنهض (٣) إليهم الملك الناصر صلاح الدين أبا الهيجاء السمين، ووقعت الحرب بين الفريقين - بين القصرين بالقاهرة - واشتد القتال بين الفريقين، واستمر ذلك يومين، وصاروا كلما لجأوا إلى محلة أحرقت عليهم، وكانت لهم محلة عظيمة على باب زويلة، تعرف بالمنصورة، (٤)، فأرسل صلاح الدين إليها من أوقع الحريق فيها على أموالهم وأولادهم وحريمهم، فلما أتاهم الخبر بذلك ولوا منهزمين، وركبتهم السيوف، وأخذت عليهم


(١) ذكر (على مبارك: الخطط التوفيقية، ج ١٠، ص ٩٧) أنها قرية صغيرة من مديرية القليوبية من قسم قليوب واقعة على الشط الشرقى للنيل في الشمال الغربى لقرية أبى الغيط بنحو نصف ساعة، ومنها إلى القناطر الخيرية نحو ثلثى ساعة، وأبنيتها ريفية وبها جامع بمنارة؛ وذكر أنها كانت تسمى في العصر الفاطمى «الخاقانية».
(٢) أشار (المقريزى في الخطط، ج ٣، ص ٣) إلى بعض الفرق السودانية التي شاركت في هذه الوقعة، وهى: «الطائفة الريحانية، والطائفة الجيوشية، والطائفة الفرحية، وغيرهم من الطوائف السودانية، ومن انضم إليهم بين القصرين».
(٣) في الأصل «نهض» ولا يستقيم بها المعنى، وقد صححت بعد مراجعة: (الروضتين، ج ١، ص ١٧٨)، فالنص هناك نقلا عن العماد: «فثار أصحاب صلاح الدين إلى الهيجا، ومقدمهم الأمير أبو الهيجا».
(٤) ذكر هذه المحلة (المقريزى في الخطط، ج ٣، ص ٢٩) باسم «الحارة المنصورية»، قال: «هذه الحارة كانت كبير. متسعة جدا، فيها عدة مساكن للسودان، فلما كانت واقعتهم في ذى القعدة سنة ٥٦٤ مر صلاح الدين يوسف بن أيوب بتخريب المنصورة هذه وتعفية أثرها، فخربها خطلبا بن موسى الملقب صارم الدين، وعملها بستانا» ثم حدد مكانها في (ص ٣٠) قال: «وكان موضع المنصورة على يمنة من لك في الشارع خارج باب زويلة، وهى إلى جانب الباب الحديد الذى يعرف اليوم بالقوس عند رأس المنتجبية فيما بينها وبين الهلالية.»

<<  <  ج: ص:  >  >>