للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه ما لابن كامل (١) الداعى من الدور والعقار وكلما له من الموجود والمذخور، فبذل له صلاح كل ما طلبه، وأمره بمخالطتهم ومواطأتهم (٢) على ما يريدون أن يفعلوه، وتعريفه بالمتجدد من أمورهم أولا فأولا، فصار يعلمه بكل (٣) ما يتجدد لهم، ثم اتفق وصول رسول الفرنج بالساحل إلى صلاح الدين بهدية ورسالة، وهو في الظاهر إليه، وفى الباطن إلى أولئك الجماعة، فكان يرسل إليهم بعض النصارى، وتأتيه رسلهم.

وأتى الخبر إلى صلاح الدين من بلاد الفرنج بجلية الحال، فوضع صلاح الدين على الرسول بعض (٤) من يثق إليه من النصارى، فداخله، فأخبره الرسول بالخبر على الحقيقة.

وقد ذكر في انكشاف [١٤٦] أمرهم أن عبد الصمد الكاتب كان إذا لقى القاضى الفاضل - رحمه الله - يخدمه ويتقرب إليه، ويبالغ في التواضع له، فلقيه يوما فلم يلتفت إليه، فقال القاضى الفاضل: «ما هذا إلا لسبب»، وخاف أن يكون قد صار له باطن مع (٥) صلاح الدين، فأحضر [زين الدين] على بن نجا الواعظ


(١) هو أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن كامل داعى الدعاة؛ ترجمته في: (العماد الأصفهانى: الخريدة، قسم شعراء مصر، ج ١، ص ١٨٦ - ١٨٧) و (ابن العماد: شذرات الذهب، ج ٤، ص ٢٣٥).
(٢) س: «وموافقتهم»، والمؤلف هنا ينقل عن (البرق الشامى للعماد الأصفهانى) أنظر: (الروضتين، ج ١، ص ٢١٩).
(٣) س: «يعلم صلاح الدين بما يتجدد لهم».
(٤) هذا اللفظ ساقط من س؛ والمؤلف يختصر هنا عن رسالة بقلم القاضى الفاضل - أوردها ابن أبى طى - مرسلة من صلاح الدين إلى نور الدين يشرح له فيها قصة المؤامرة في تفصيل شيق هام، انظر: (الروضتين، ج ١، ص ٢٢١).
(٥) في الأصل: «من» وما هنا عن س (٤٤ ب) والمؤلف يعود هنا فينقل عن (ابن الأثير: الكامل، ج ١١، ص ١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>