للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتلك الخزائن مدفونة (١)، قد دفن دافنها، وخزن تحت الثرى (١) خازنها، إلى أن يأذن الله تعالى في الوصول إليها، والاطلاع عليها».

واحتيط على ولد العاضد وغيرهم (٢) من أهله، وأما الذين نافقوا على صلاح الدين [١٤٧] من جنده فلم يعرض لهم، ولا أعلمهم أنه علم بحالهم، وجمع من أموال الذين قبض عليهم ما يحمل إلى الشام ليستعين به نور الدين - رحمه الله - على الجهاد؛ [وكان شيئا كثيرا من الذهب والفضة وغير ذلك (٣)].

وكان من جملة الذين أمر صلاح الدين بصلبهم قبالة القصر العوريس وكان قاضى


(١) س: «مخزونة» و «التراب»، وما بالمتن يتفق ونص العماد، أنظر: (الروضتين، ج ١ ص ١٢٠).
(٢) في الأصل: «غيره» وما هنا عن (٤٥ ا).
(٣) ما بين الحاصرتين عن س بعد تصحيحه لغويا، والذى نلاحظه أن ابن واصل يعتمد هنا في حديثه عن هذه المؤامرة الخطيرة على العماد الأصفهانى، وابن الأثير، وأبى شامة: وهؤلاء جميعا مؤرخون سنيون. ولابن أبى طى - وهو مؤرخ شيعى - رواية أخرى تتضمن حقائق وتفصيلات جديده هامة عن هذه المؤامرة، ولهذا آثرنا نقل روايته هنا، قال: «وفى هذه السنة اجتمع جماعة من دعاة المصريين والعوام، وتآمروا فيما بينهم خفية، وبكوا على انقراض دولة المصريين، وما صاروا إليه من الذل والفقر، ثم أجمعوا آراءهم على أن يقيموا خليفة ووزيرا، وتجمعوا هم وجماعة عينوهم من الامراء وغيرهم، وأن يكاتبوا الفرنج، وأن يثبوا بالملك الناصر، وأدخلوا معهم في هذا الأمر ابن مصال، وأعدوا جماعة من شيعة المصريين ليلة عينوها، وكاتبوا الفرنج بذلك، وقرروا معهم الوصول إليهم في ذلك الزمان المقرر، فخانهم ابن مصال فيما عاهدهم عليه، ونكث في اليمين وكفر عنها، وصار إلى الملك الناصر وعرفه بجلية ما جرى؛ قال: فأحضرهم واحدا واحدا وقررهم على هذه الحالة، فأقروا واعترفوا، واعتذروا بكونهم قطعت أرزاقهم وأخذت اموالهم، فأحضر السلطان العلماء واستفتاهم في أمرهم، فأفتوه بقتلهم وصلبهم ونفيهم، فأمر بصلبهم؛ وقيل بأن الذى أذاع سرهم زين الدين على الواعظ، وطلب جميع ما لابن الداعى (كذا) من العقار والمال، فأعطاه جميع ذلك؛ وكان الذين صلبوا منهم: المفضل بن كامل القاضى، وابن عبد القوى الداعى، والعوريس وكان قد تولى ديوان النظر ثم القضاء بعد ذلك، وشبر ما كاتب السر، وعبد الصمد القشة - أحد الأمراء المصريين - ونجاح الحمامى، ورجل منجم نصرانى أرمنى كان قال لهم إن أمرهم يتم بطريق علم النجوم، وعمارة اليمنى الشاعر».

<<  <  ج: ص:  >  >>