للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ذكر مكاتبتهم للفرنج وتردد رسلهم إليهم (١).

فصل: «والمولى عالم أن عادة أوليائه المستفادة من أدبه أن لا يبسطوا عقابا (٢). مؤلما، ولا يعذبوا عذابا محكما، وهؤلاء القوم لا يزيدهم العفو إلا ضراوة ولا الرأفة عليهم إلا قساوة (٣)، فقبضنا على طائفة مفسدة، وجماعة من هذا الجنس متمردة، قد اشتملت على الاعتقادات المارقة، والسراير المنافقة، فكلا أخذ الله [تعالى] بذنبه، فمنهم من أقرّ طائعا [١٤٨] عند إحضاره، ومنهم من أقرّ عند ضربه ولم يقم على إصراره، فانكشفت لنا تقريرات مختلفة في المراد، متفقة في الفساد؛ فمنهم من أقام رجلا من بنى عم العاضد، ومنهم من جعل ذلك لبعض أولاد العاضد، واختلف هؤلاء في تعيين واحد من ولدين له؛ وأما بنو رزيّك وبنو شاور فكل منهم أراد الوزارة لينيهم (٤) من غير أن يكون لهم غرض في تعيين الخليفة».

فصل: «وفى أثناء هذه المدة كاتبوا سنانا (٥) صاحب الحشيشية بأن الدعوة واحدة، والكلمة جامعة، وأنه ما بين أهلها خلاف يجب به قعود عن نصره، واستدعوا منه من يقم على الملوك غيلة، ويثب عليه مكيدة وحيلة، فقتل الله بسيف


(١) في الأصل: «إليه» وما هنا عن س (٤٥ ب).
(٢) في الأصل: «عذابا»، وما هنا عن (الروضتين)؛ هذا والنص يختلف هنا أحيانا عما أورده أبو شامة في الروضتين، لأن المؤلف هنا يختصر، أما أبو شامة فيورد الفقرات التي ينقلها من نص الرسالة كاملة غير منقوصة.
(٣) س: «خسارة».
(٤) س: «لبيتهم» وهو موافق لما في: (الروضتين، ج ١، ص ٢٢١).
(٥) هو راشد الدين سنان بن سلمان مقدم إسماعيلية الشام وكان يلقب بالشيخ أو شيخ الجبل ومعنى «الشيخ» هنا السيد أو الرئيس لا الرجل المسن. وقد عرفت هذه الفرقة «بالحشيشية» لأن أتباعها كانوا يتعاطون «الحشيش». انظر: (محمد عبد الله عنان: تراجم إسلامية، ص ٥٥ - ٦٠) و (Casanova : Les Derniers Fatimides .Men oires de la Mission Archcelogique Francaise du Caire .Tome VI,٣, P. P .٤١٥ - ٤٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>