للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خليفة ووزير مدّ عدلهما ... ظلاّ على مفرق الإسلام والأمم

زيادة النيل نقص عند فيضهما ... فما عسى تتعاطى منّة الدّيم

قال: «وعهدى بالملك الصالح وهو يستعيدها في حال النشيد مرارا، والأستاذون والأمراء (١) يذهبون (٢) في الاستحسان كل مذهب، ثم أفيضت علىّ الخلع من ثياب الخلافة مذهّبة، ودفع إلىّ الصالح خمسمائة دينار، وإذا بعض الأستاذين (٣) قد خرج من عند السيدة بنت الإمام الحافظ بخمسمائة دينار أخرى، وحمل المال معى إلى منزلى، وأطلقت لى من دار الضيافة (٤) رسوم لم تطلق لأحد قبلى، وتهادتنى أمراء الدولة [١٥١] إلى منازلهم للولائم، واستحضرنى الصالح للمجالسة، ونظمنى في سلك [أهل (٥)] المؤانسة، وانثالت علىّ صلاته، وغمرنى برّه، ووجدت بحضرته من أعيان أهل الأدب: الشيخ الجليل أبا المعالى بن الحباب (٦)، والموفّق


(١) النص في (النكت، ص ٣٤): «وأعيان الأمراء والكبراء».
(٢) هذا اللفظ ساقط من س.
(٣) كان كبار القواد من خواص الخليفة في العصر الفاطمى يسمون «بالأستاذين»، يقول صاحب (صبح الأعشى، ج ٣، ص ٤٧٧): «وأجلهم المحنكون وهم الذين يدورون عمائمهم على أحناكهم كما تفعل العرب والمغاربة، وهم أقربهم إليه، وأخصهم به، وكانت عدتهم تزيد على ألف».
(٤) ذكر (المقريزى: الخطط، ج ٢، ص ٣٣٨) أن هذه الدار كانت بحارة برجوان وتعرف بدار الأستاذ برجوان، وفيها كان يسكن، ولما قدم بدر الجمالى إلى مصر بنى هناك دارا عظيمة سكنها، ثم سكنها من بعده ابنه المظفر أبو محمد جعفر، فعرفت بدار المظفر، وبعد موته اتخذت دار ضيافة برسم الرسل الواردين من الملوك، واستمرت كذلك إلى أن انقرضت الدولة، فأنزل بها السلطان صلاح الدين أولاد العاضد. انظر أيضا (نفس المرجع، ص ٣٤٣ - ٣٤٤)
(٥) ما بين الحاصرتين عن س و (النكت، ص ٣٤)
(٦) هو القاضى الجليس أبو المعالى عبد العزيز بن الحسين بن الحباب الأغلبى السعدى التميمى، سمى بالجليس لأنه كان جليس الخلفاء الفاطميين مقربا إليهم، وهو من ذرية بنى الأغلب التميميين أصحاب إفريقية، تولى ديوان الانشاء بالاشتراك مع الموفق بن الخلال في عهد الخليفة الفائر ووزارة الصالح طلائع بن رزيك، وذكر عمارة في (النكت، ص ٥٩٥) أنه دخل =

<<  <  ج: ص:  >  >>