للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للسعادة التي آلت به إلى أن صار ولده ملوك الأرض، فلينظر العاقل إلى ثمرة الجميل وفعل الخير.

وسار السلطان مسعود من العباسية إلى الملكية (١)، ووقعت الطلائع بعضها على بعض، وآل الأمر [٢٨] إلى أن اصطلح الأخوان مسعود وسلجوق على أن تكون السلطنة لمسعود، وسلجوق ولى عهده، وأن العراق يكون للخليفة (٢)، وتحالفوا على ذلك واتفقوا.

وعاد السلطان مسعود إلى بغداد، ونزل بدار السلطنة، ونزل سلجوق بدار الشحنكية، وكان ذلك في جمادى الأولى سنة ست وعشرين وخمسمائة.

وأما السلطان سنجر فإنه سار من خراسان إلى همذان - وصحبته ابن أخيه السلطان طغرل بن محمد - مريدا تملكه، لأنه كان قد لازمه، فوصلا إلى الرىّ ثم إلى همذان، فلما بلغ ذلك الخليفة والسلطان مسعود، تجهزا وسارا إلى لقائه، ومعهما قراجا الساقى وسلجوق شاه، ثم تأخر عنهما الخليفة خوفا من عماد الدين زنكى، لما بلغهم أنه على قصد بغداد، فاستعد للمدافعة، وجنّد الأجناد، ومضى الباقون، فكانت الوقعة بينهم وبين السلطان سنجر بغولان (٣) بقرب الدّينوز، فانكسر السلطان مسعود وأخوه سلجوق شاه، وأخذ قراجا الساقى أسيرا، فقتله السلطان سنجر صبرا، وأحضر ابن أخيه السلطان مسعود، فأكرمه، وعاتبه على مخالفته،


(١) لم أجد لها تعريفا في المراجع الجغرافية، وإنما ذكر لى الدكتور مصطفى جواد في خطاب منه أن «الملكية» ضيعة من ضياع الخالص بشرقى دجلة قرب بغداد، وقد ذكرها ابن الأثير أيضا في حوادث سنة ٦١٤ مع مواضع الجانب الشرقى التي أغرقتها دجلة.
(٢) في (ابن الأثير، ج ١٠، ص ٢٨٨): «وأن يكون العراق لوكيل الخليفة».
(٣) في الأصل «بنولان» وفى (ابن الأثير): «بعولان»، ولم يشر ياقوت إلى أيهما، وإنما ورد فيه «غولان» وعرفها بانها موضع ولم يزد.

<<  <  ج: ص:  >  >>