للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ذكر تفصيلا حاصله: أنهم عيّنوا خليفة ووزيرا مختلفين في ذلك، فمنهم من طلب إقامة رجل كبير السن من بنى عم العاضد، ومنهم من جعل ذلك لبعض أولاد العاضد وإن كان صغيرا، واختلف هؤلاء في تعيين واحد من ولدين له، وأما بنو رزّيك وأهل شاور فكلّ منهم أراد الوزارة لبيتهم، من غير أن يكون لهم غرض في تعيين الخليفة.

ثم قال:

" وكانوا فيما تقدم، والمملوك على الكرك والشوبك بالعسكر قد كاتبوهم، وقالوا لهم إنه بعيد، والفرصة قد أمكنت، فإذا وصل الملك الفرنجى إلى صدر أو إلى أيلة ثارت حاشية القصر، وكافة الجند، وطائفة السودان، وجموع الأرمن وعامة الإسماعيلية، وفتكت بأهلنا وأصحابنا بالقاهرة ".

ثم قال:

" ولما وصل " جرج " كتبوا إلى الملك الفرنجى أن العساكر متباعدة في نواحى إقطاعاتهم، وعلى قرب من موسم غلاتهم، وأنه لم يبق في القاهرة إلا بعضهم، وإذا بعثت أسطولا إلى بعض الثغور أنهض فلانا من عنده، وبقى في البلد وحده، ففعلنا ما تقدم ذكره من الثورة ".

ثم قال:

" وفى أثناء هذه المدة كاتبوا سنانا - صاحب الحشيشية - بأن الدعوة واحدة، والكلمة جامعة، وأن ما بين أهلها خلاف إلا فيما لا يفترق به كلمة، ولا يجب به قعود عن نصرة، واستدعوا منه من يتمم على المملوك غيلة، أو يبيّت له مكيدة وحيلة، والله من ورائهم محيط، وكان الرسول إليهم عن المصريين خال ابن قرجلة المقيم الآن هو وابن أخته عند الفرنج.

<<  <  ج: ص:  >  >>