للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (٦٩) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (٧٠) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (٧١) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٧٢) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٧٣)}.

قال البقاعي في كتابه "نظم الدرر": لم أر قصة البقرة في التوراة، فلعله مما أخفوه لبعض نجاستهم كما أشير إليه بقوله تعالى: {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} [الأنعام: ٩١] والذي رأيت فيها مما يشبه ذلك ويمكن أن يكون مسببًا عنه، أنَّه قال في السَّفر الخامس منها ما نصه، فذكر ما يأتي، وأقول: وأنا أيضًا اطلعت على ما ذكر في هذا السَّفر في نسخة التوراة التي بيدي حين الكتابة، وقابلته على ما ذكره البقاعي، فوجدت فيه اختلافًا يسيرًا في التعريب دون المعنى، ولكني أوردت ما نقله هو لأنَّ تعريبه أتقن (١) قال؛ فإذا وجدتم قتيلًا في الأرض التي يعطيكم الله ربكم، مطروحًا لا يعرف قاتله، يخرج أشياخكم وقضاتكم، ويذرعون ما بين القتيل والقرية، فأي قرية كانت قريبة من القتيل يأخذ أشياخ تلك القرية عجلًا لم يعمل به عمل، ولم يحرث فيه حرث، يذبحون العجل في ذلك الوادي، ويتقدم الأحبار بنو الَّلاوي الذين اختارهم الله بكم أن يخدموا ويباركوا اسم الرب، وعن قولهم يقضي كل قضاء، ويضرب كل مضروب، وجميع أشياخ تلك القرية القريبة من القتيل، يغسلون أيديهم فوق العجل المذبوح في الوادي، ويحلفون ويقولون ما سفكت أيدينا هذا الدم، وما رأينا من قتله، فأغفر يارب لآل


(١) الواقع أن أهل الكتاب لم يلتزموا نصًا واحدًا في الكتابين اللذين بين أيدهم- دائمًا- بل إن التبديل والتعديل ما زال مستمرًا، وقد راجعت أنا بعض النصوص في كتبهم المطبوعة فوجدت الخلاف بين طبعة وطبعة. كما رجعت إلى بعض مخطوطاتهما (المترجمة للعربية) فوجدت أشياء أخرى. ثم قابلت ما قاله الإمام ابن حزم نقلًا عنهم، وما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية أيضًا فيما نقله عنهم، فوجدت اخلافات لفظية وأحيانًا معنوية مما يثبت أن ذلك منهم.

<<  <   >  >>