ولما كانت علة التيسير المؤكد بنفي التعسير الإطاقة، فكان التقدير: "لتطيقوا ما أمركم به، ويخف عليكم أمره"، عطف عليه قوله:{وَلِتُكْمِلُوا}، مأخوذ من الإكمال، وهو: بلوغ الشيء إلى غاية حدوده، في قدر أو عدد، حسًا أو معنى.
{الْعِدَّةَ}: أي: عدة أيام رمضان مما أفطرتم من أيام أُخر، فهذه الآية علة الأمر بمراعاة العدة.
وقوله:{وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}، علة ما علم من كيفية القضاء، والخروج من عهدة الفطر.
وقوله:{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، علة الترخيص والتيسير. قال في "الكشاف": وهذا نوع من اللف لطيف المسلك، لا يكاد يهتدي إلى تبيينه إلا النقاب المحدث من علماء البيان. و"التكبير": تعظيم الله والثناء عليه.
ولما قال تعالى، بعد إيجاب فرض الصوم، وبيان أحكامه:{وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}؛ فأمر العبد بالتكبير الذي هو الذكر، وبالشكر، بيّن سبحانه أنه بلطفه ورحمته قريب من العبد، مطلَّع على ذكره وشكره، فيسمع نداءه، ويجيب دعاءه، ولا يخيب رجاءه، فقال: