الوصية، وهذا هو الحق لما ذكر من الأدلة، ولقول مجاهد:"الخير" في القرآن كله: المال، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨)} [العاديات: ٨] , {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ}[ص: ٣٢] , {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}[النور: ٣٣] , {إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ}[هود: ٨٤].
وإلى هذا ذهب ابن عباس وقتادة والسدي والربيع، والضحاك وعطاء.
وقال جماعة: لفظ الخير في هذه الآية: المال الكثير، واحتجوا لذلك بحجج عقلية، منها أن المال؛ وإن كان يطلق على القليل والكثير، لكنه أطلق على الكثير مجازًا، لاطباقهم على أن من ترك درهمًا، لا يقال: إنه ترك خيرًا، ومثل هذا الدليل يتضاءل عند مقابلة النصوص له.
ولما ذكر الله أمر الوصية ووجوبها، وعظم أمرها، أتبعه بما يجري مجرى الوعيد في تغييرها، فقال: